responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 361

‌عليهم‌. و ‌قيل‌: معناه‌ أطبق‌ ‌عليهم‌ بالعذاب‌. يقال‌ دمدمت‌ ‌علي‌ الشي‌ء ‌إذا‌ ضيقت‌ ‌عليه‌، و ناقة مدمدمة ‌قد‌ ألبسها الشحم‌، فإذا كررت‌ الاطباق‌ قلت‌ دمدمت‌. و ‌قيل‌ «فَدَمدَم‌َ عَلَيهِم‌» ‌ أي ‌ غضب‌ ‌عليهم‌، فالدمدمة ترديد الحال‌ المتكرهة، و ‌هي‌ مضاعفة ‌ما ‌فيه‌ المشقة، فضاعف‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ ‌علي‌ ثمود العذاب‌ ‌بما‌ ارتكبوا ‌من‌ الطغيان‌.

و ‌قوله‌ «فَسَوّاها» ‌ أي ‌ جعل‌ بعضها ‌علي‌ مقدار بعض‌ ‌في‌ الاندكاك‌ و اللصوق‌ بالأرض‌، فالتسوية تصيير الشي‌ء ‌علي‌ مقدار غيره‌.

و ‌قوله‌ «وَ لا يَخاف‌ُ عُقباها» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و الحسن‌ و قتادة و مجاهد: معناه‌ ‌لا‌ يخاف‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ تبعة الدمدمة. و ‌قال‌ الضحاك‌: معناه‌ ‌لم‌ يخف‌ ‌ألذي‌ عقرها عقباها و العقبي‌ و العاقبة واحد، و ‌هو‌ ‌ما أدي‌ اليه‌ الحال‌ الأولي‌، ‌قال‌ ابو علي‌: ‌من‌ قرأ بالفاء فللعطف‌ ‌علي‌ ‌قوله‌ «فَكَذَّبُوه‌ُ فَعَقَرُوها» ‌فلا‌ يخاف‌ كأنه‌ تبع‌ تكذيبهم‌ عقرهم‌ ‌ أي ‌ ‌لم‌ يخافوا. و ‌من‌ قرأ (و ‌لا‌) بالواو جعل‌ الجملة ‌في‌ موضع‌ الحال‌، و تقديره‌ فسواها ‌غير‌ خائف‌ عقباها ‌ أي ‌ ‌غير‌ خائف‌ ‌أن‌ يتعقب‌ ‌عليه‌ ‌في‌ شي‌ء مما فعله‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 361
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست