responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 336

‌بين‌ انه‌ «لا تَسمَع‌ُ فِيها» ‌في‌ تلك‌ الجنة «لاغِيَةً» و ‌هي‌ كلمة ‌لا‌ فائدة ‌فيها‌ ‌قال‌ الشاعر:

‌عن‌ اللغا و رفث‌ التكلم‌[1]

و اللغو و اللغا بمنزلة واحدة، و لغي‌ يلغي‌، و لغا يلغو، و الغاه‌ الغاء. و ‌قيل‌ «لاغية» بمعني‌ ذات‌ لغو، كقولهم‌ نابل‌ و دارع‌ ‌ أي ‌ ذو نبل‌ و درع‌، و تامر ذو تمر ‌قال‌ الحطيئة:

و غررتني‌ و زعمت‌ إنك‌        لابن‌ بالصيف‌ تامر[2]

و ‌قيل‌: إنها المصدر مثل‌ العاقبة. و يجوز ‌أن‌ ‌يکون‌ نعتاً، و تقديره‌ ‌لا‌ يسمع‌ ‌فيها‌ كلمة لاغية و الأول‌ أصح‌، لقوله‌ «لا لَغوٌ فِيها وَ لا تَأثِيم‌ٌ»[3] و إنما نفي‌ اللاغية ‌عن‌ الجنة، لان‌ ‌في‌ سماع‌ ‌ما ‌لا‌ فائدة ‌فيه‌ ثقلا ‌علي‌ النفس‌. ‌ثم‌ ‌بين‌ ‌أن‌ ‌فيها‌ أيضاً ‌ أي ‌ ‌في‌ تلك‌ الجنة عيناً ‌من‌ الماء جارية، لان‌ ‌في‌ العين‌ الجارية متعة ليس‌ ‌في‌ الواقف‌.

و ‌قوله‌ «فِيها سُرُرٌ مَرفُوعَةٌ» ليري‌ المؤمن‌ بجلوسه‌ عليها جميع‌ ‌ما حوله‌ ‌من‌ الملك‌.

و ‌قوله‌ «وَ أَكواب‌ٌ مَوضُوعَةٌ» ‌ أي ‌ ‌علي‌ حافة العين‌ الجارية، كلما أراد شربها وجدها مملوءة، فالاكواب‌ جمع‌ كوب‌، و ‌هي‌ الأباريق‌ ‌الّتي‌ ليس‌ لها خراطيم‌، فهي‌ للشراب‌ ‌من‌ الذهب‌ و الفضة و الجوهر يتمتعون‌ بالنظر اليها ‌بين‌ أيديهم‌ و يشربون‌ بها ‌ما يشتهون‌ ‌من‌ لذيذ الشراب‌، و ‌هي‌ كأفخر الأكواز ‌الّتي‌ توضع‌ ‌بين‌ يدي‌ الملوك‌.

و ‌قيل‌: الأكواب‌ كالأباريق‌ ‌لا‌ عري‌ لها و ‌لا‌ خراطيم‌ و ‌هي‌ آنية تتخذ للشراب‌ فاخرة حسنة الصورة. و ‌قوله‌ «وَ نَمارِق‌ُ مَصفُوفَةٌ» ‌قال‌ قتادة: النمارق‌ الوسائد واحدها نمرقة و ‌هي‌ الوسادة، و ‌هي‌ تصلح‌ للراحة، و رفع‌ المنزلة، و ‌قوله‌ «وَ زَرابِي‌ُّ مَبثُوثَةٌ» فالزرابي‌ البسط الفاخرة واحدهما زربية. و ‌قيل‌ ‌قد‌ سمع‌ (نمرقة) بضم‌ النون‌ و الراء و كسرهما


[1] مر ‌في‌ 2/ 132، 164، 230 و 7/ 138 و 8/ 193 و 9/ 120
[2] مر ‌في‌ 8/ 468
[3] ‌سورة‌ 52 الطور آية 23
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست