responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 334

قرأ اهل‌ البصرة و ‌أبو‌ بكر ‌عن‌ عاصم‌ «تصلي‌» بضم‌ التاء ‌علي‌ ‌ما ‌لم‌ يسم‌ فاعله‌ يعني‌ تصلي‌ الوجوه‌ «ناراً حامِيَةً» الباقون‌ بفتح‌ التاء ‌علي‌ ‌أن‌ تكون‌ الوجوه‌ ‌هي‌ الفاعلة ‌هذا‌ خطاب‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ للنبي‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌ يقول‌ ‌له‌ هل‌ أتاك‌ ‌ يا ‌ ‌محمّد‌ و معناه‌ ‌قد‌ أتاك‌ «حَدِيث‌ُ الغاشِيَةِ» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و الحسن‌ و قتادة: الغاشية يوم القيامة تغشي‌ ‌النّاس‌ بالاهوال‌. و ‌قال‌ سعيد ‌بن‌ جبير: الغاشية النار تغشي‌ وجوه‌ الكفار بالعذاب‌ و الشواظ. و الغاشية المجللة لجميع‌ الجملة، غشيت‌ تغشي‌ غشياناً فهي‌ غاشية، و أغشاها غيرها إغشاء ‌إذا‌ جعلها تغشي‌. و غشاها تغشية، و تغشي‌ بها تغشياً.

و ‌قوله‌ «وُجُوه‌ٌ يَومَئِذٍ خاشِعَةٌ» معناه‌ ‌إن‌ وجوه‌ العصاة و الكفار ‌في‌ ‌ذلک‌ ذليلة خاضعة ‌من‌ ذل‌ المعاصي‌ ‌الّتي‌ فعلتها ‌في‌ دار الدنيا. و المراد بالوجوه‌ أصحاب‌ الوجوه‌ و إنما ذكر الوجوه‌، لأن‌ الذل‌ و الخضوع‌ يظهر ‌فيها‌.

و ‌قوله‌ «عامِلَةٌ ناصِبَةٌ» ‌قال‌ الحسن‌ و قتادة: معناه‌ ‌لم‌ تعمل‌ للّه‌ ‌في‌ الدنيا، فاعمالها ‌في‌ النار. و ‌قال‌ قوم‌: معناه‌ عاملة ناصبة ‌في‌ دار الدنيا ‌بما‌ يؤديها ‌إلي‌ النار، و ‌هو‌ مما اتصلت‌ صفتهم‌ ‌في‌ الدنيا بصفتهم‌ ‌في‌ الآخرة. و معني‌ الناصبة و النصبة التعبة و ‌هي‌ ‌الّتي‌ أضعفها الانتصاب‌ للعمل‌ يقال‌: نصب‌ الرجل‌ ينصب‌ نصباً ‌إذا‌ تعب‌ ‌في‌ العمل‌ ‌ثم‌ ‌بين‌ ‌تعالي‌ ‌ما يعمل‌ بمن‌ وصفه‌ ‌من‌ ذوي‌ الوجوه‌، ‌فقال‌ «تَصلي‌ ناراً حامِيَةً» ‌ أي ‌ تلزم‌ الإحراق‌ بالنار الحامية ‌الّتي‌ ‌في‌ غاية الحرارة و «تُسقي‌» أيضاً «مِن‌ عَين‌ٍ آنِيَةٍ» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة: آنية بالغة النهاية ‌في‌ شدة الحر.

و ‌قوله‌ «لَيس‌َ لَهُم‌ طَعام‌ٌ إِلّا مِن‌ ضَرِيع‌ٍ» فالضريع‌ نبات‌ تأكله‌ الإبل‌ يضر و ‌لا‌ ينفع‌ ‌کما‌ وصفه‌ اللّه‌ «لا يُسمِن‌ُ وَ لا يُغنِي‌ مِن‌ جُوع‌ٍ» و إنما يشتبه‌ الامر ‌عليهم‌ فيتوهموا انه‌ كغيره‌ ‌من‌ النبت‌ ‌ألذي‌ ينفع‌، لان‌ المضارعة المشابهة، و ‌منه‌ أخذ الضرع‌ و ‌قيل‌: الضريع‌ الشرق‌. و ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و قتادة: ‌هو‌ سم‌. و ‌قال‌ الحسن‌:

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست