responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 331

«وَ لا تَجهَر بِصَلاتِك‌َ وَ لا تُخافِت‌ بِها»[1].

‌قوله‌ «وَ نُيَسِّرُك‌َ لِليُسري‌» ‌ أي ‌ نسهل‌ لك‌ العمل‌ المؤدي‌ ‌الي‌ الجنة فاليسري‌ عبارة ‌عن‌ الجنة هنا، و اليسري‌ الكبري‌ ‌في‌ تسهيل‌ الخير بها و اليسري‌ الفعلي‌ ‌من‌ اليسر، و ‌هو‌ سهولة عمل‌ الخير. و ‌قوله‌ «فَذَكِّر» أمر للنبي‌ ‌صلي‌ ‌الله‌ ‌عليه‌ و آله‌ ‌أن‌ يذكر الخلق‌ و يعظهم‌ «إِن‌ نَفَعَت‌ِ الذِّكري‌» و إنما ‌قال‌ ‌ذلک‌، و ‌هي‌ تنفع‌ ‌لا‌ محالة ‌في‌ عمل‌ الايمان‌ و الامتناع‌ ‌من‌ العصيان‌، ‌کما‌ يقال‌: سله‌ ‌إن‌ نفع‌ السؤال‌ ‌ أي ‌ فيما يجوز عندك‌، و ‌قيل‌:

معناه‌ ذكرهم‌ ‌ما بعثتك‌ ‌به‌ قبلوا ‌أو‌ ‌لم‌ يقبلوا، فان‌ إزاحة علتهم‌ تقتضي‌ اعلامهم‌ و تذكيرهم‌ و ‌إن‌ ‌لم‌ يقبلوا. و ‌قوله‌ «سَيَذَّكَّرُ مَن‌ يَخشي‌» معناه‌ سيتعظ و ينتفع‌ بدعائك‌ و ذكرك‌ ‌من‌ يخاف‌ اللّه‌ و يخشي‌ عقابه‌: لان‌ ‌من‌ ‌لا‌ يخافه‌ ‌لا‌ ينتفع‌ بها.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ الأعلي‌ (87): الآيات‌ 11 ‌الي‌ 19]

وَ يَتَجَنَّبُهَا الأَشقَي‌ (11) الَّذِي‌ يَصلَي‌ النّارَ الكُبري‌ (12) ثُم‌َّ لا يَمُوت‌ُ فِيها وَ لا يَحيي‌ (13) قَد أَفلَح‌َ مَن‌ تَزَكّي‌ (14) وَ ذَكَرَ اسم‌َ رَبِّه‌ِ فَصَلّي‌ (15)

بَل‌ تُؤثِرُون‌َ الحَياةَ الدُّنيا (16) وَ الآخِرَةُ خَيرٌ وَ أَبقي‌ (17) إِن‌َّ هذا لَفِي‌ الصُّحُف‌ِ الأُولي‌ (18) صُحُف‌ِ إِبراهِيم‌َ وَ مُوسي‌ (19)

تسع‌ آيات‌.

قرأ ابو عمرو و حمزة «بل‌ يؤثرون‌» بالياء ‌علي‌ الخبر ‌عن‌ الغائب‌. الباقون‌ بالتاء ‌علي‌ الخطاب‌ للمواجهين‌، و أدغم‌ اللام‌ ‌في‌ التاء حمزة و الكسائي‌ ‌إلا‌ قتيبة و الحلواني‌ ‌عن‌ هشام‌ ‌في‌ ‌کل‌ موضع‌.

‌لما‌ أمر اللّه‌ ‌تعالي‌ النبي‌ ‌صلي‌ اللّه‌ ‌عليه‌ و آله‌ بالتذكرة و ‌بين‌ انه‌ ينتفع‌ بها ‌من‌ يخاف‌ عقابه‌


[1] ‌سورة‌ 17 الإسراء آية 110
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست