responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 32

«فَقَد ظَلَم‌َ نَفسَه‌ُ» بأن‌ فعل‌ ‌ما يستحق‌ معه‌ العقاب‌ و يحرم‌ معه‌ الثواب‌.

و ‌قوله‌ «لا تَدرِي‌ لَعَل‌َّ اللّه‌َ يُحدِث‌ُ بَعدَ ذلِك‌َ أَمراً» ‌قال‌ قوم‌: معناه‌ ‌لا‌ تدري‌ لعل‌ اللّه‌ يغير رأي‌ الزوج‌ ‌في‌ محبة الطلاق‌، فتكون‌ مطلقة ‌علي‌ ‌ما أمر اللّه‌ ‌به‌ و يملك‌ الرجعة فيما ‌بين‌ الواحدة و الثانية و ‌ما ‌بين‌ الثانية و الثالثة. و ‌قال‌ الضحاك‌ و السدي‌ و ‌إبن‌ زيد «لَعَل‌َّ اللّه‌َ يُحدِث‌ُ بَعدَ ذلِك‌َ أَمراً» يعني‌ الرجعة ‌في‌ العدة. و ‌قيل‌ معناه‌ «لَعَل‌َّ اللّه‌َ يُحدِث‌ُ بَعدَ ذلِك‌َ» شهوة المراجعة.

و ‌قوله‌ «فَإِذا بَلَغن‌َ أَجَلَهُن‌َّ فَأَمسِكُوهُن‌َّ بِمَعرُوف‌ٍ» معناه‌ فإذا قاربن‌ أجلهن‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ الخروج‌ ‌عن‌ عدتهن‌، لأنه‌ ‌لا‌ يجوز ‌ان‌ ‌يکون‌ المراد فإذا انقضي‌ أجلهن‌، لأنه‌ عند انقضاء أجلهن‌ ‌لا‌ يملك‌ رجعتها. و ‌قد‌ ملكت‌ نفسها و ‌قد‌ بانت‌ ‌منه‌ بواحدة، ‌ثم‌ تتزوج‌ ‌من‌ شاءت‌ ‌هو‌ ‌او‌ غيره‌. و إنما المعني‌ ‌إذا‌ قاربن‌ الخروج‌ ‌من‌ عدتهن‌ فأمسكوهن‌ بأن‌ تراجعوهن‌ بمعروف‌ ‌بما‌ يجب‌ لها ‌من‌ النفقة و الكسوة و المسكن‌ و حسن‌ الصحبة «أَو فارِقُوهُن‌َّ بِمَعرُوف‌ٍ» بأن‌ تتركوهن‌ ‌حتي‌ يخرجن‌ ‌من‌ العدة.

و ‌قوله‌ «وَ أَشهِدُوا ذَوَي‌ عَدل‌ٍ مِنكُم‌» فعند أصحابنا ‌أن‌ الاشهاد شرط ‌في‌ وقوع‌ الطلاق‌، لأن‌ ظاهر الامر بذلك‌ يقتضيه‌. و الامر عندنا ‌علي‌ الوجوب‌.

و ‌قال‌ قوم‌: ‌إن‌ ‌ذلک‌ راجع‌ ‌الي‌ الرجعة، و تقديره‌ و اشهدوا ‌علي‌ الإمساك‌ ‌إن‌ أمسكتم‌ ذوي‌ عدل‌ منكم‌ و ‌هو‌ الرجعة‌-‌ ‌في‌ قول‌ ‌إبن‌ عباس‌. و ‌قال‌ الشافعي‌:

الاشهاد ‌علي‌ الرجعة أولي‌. و يجوز عند أكثرهم‌ بغير إشهاد، و إنما ذكر ‌الله‌ الاشهاد ‌کما‌ ذكر ‌في‌ ‌قوله‌ «وَ أَشهِدُوا إِذا تَبايَعتُم‌»[1] و ‌هو‌ ‌علي‌ الندب‌، و ‌هذا‌ ترك‌ الظاهر و متي‌ حملنا الاشهاد ‌علي‌ الفراق‌، و ‌هو‌ الطلاق‌ حملناه‌ ‌علي‌ ظاهره‌ ‌من‌ الوجوب‌ و جعلناه‌


[1] ‌سورة‌ 2 البقرة آية 282
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست