responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 318

المدرك‌ بحاسة.

و ‌قوله‌ (وَ ما نَقَمُوا مِنهُم‌ إِلّا أَن‌ يُؤمِنُوا بِاللّه‌ِ العَزِيزِ الحَمِيدِ) معناه‌ انه‌ ‌لم‌ ينقم‌ هؤلاء الكفار ‌من‌ أولئك‌ المؤمنين‌ ‌الّذين‌ أحرقوهم‌ بالنار ‌إلا‌ لايمانهم‌ باللّه‌ ‌تعالي‌ القاهر ‌ألذي‌ ‌لا‌ يُقهر (الحميد) ‌في‌ جميع‌ أفعاله‌، فالنقمة إيجاب‌ مضرة ‌علي‌ حال‌ مذمومة.

و نقيض‌ النقمة النعمة، فهؤلاء الجهال‌ نقموا حال‌ الايمان‌، لأنهم‌ جعلوها بجهلهم‌ حالا مذمومة ‌قال‌ الشاعر:

‌ما نقموا ‌من‌ بني‌ أمية        ‌إلا‌ أنهم‌ يحلمون‌ ‌إن‌ غضبوا[1]

و الداعي‌ ‌لهم‌ ‌إلي‌ ‌ان‌ ينقموا ‌من‌ الايمان‌ الجهل‌ و الخلاف‌، لأن‌ ‌ما سبقوا اليه‌ ‌من‌ الجهل‌ يدعوهم‌ ‌إلي‌ عداوة ‌من‌ خالفهم‌ و سخف‌ آرائهم‌، و ‌إن‌ ‌ذلک‌ يفسد ‌عليهم‌ ملكهم‌ و يصرف‌ الوجوه‌ عنهم‌.

و ‌قوله‌ (الَّذِي‌ لَه‌ُ مُلك‌ُ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌ِ) صفة (العَزِيزِ الحَمِيدِ) و المعني‌ ‌إن‌ هؤلاء الكفار نقموا ‌من‌ المؤمنين‌ إيمانهم‌ باللّه‌ ‌تعالي‌ العزيز، و معناه‌ القاهر ‌ألذي‌ ‌لا‌ يغالب‌ الحميد و معناه‌ المستحق‌ للحمد ‌علي‌ جميع‌ أفعاله‌ (الَّذِي‌ لَه‌ُ مُلك‌ُ السَّماوات‌ِ وَ الأَرض‌ِ) و معناه‌ ‌له‌ التصرف‌ ‌في‌ السموات‌ و ‌الإرض‌ و ‌لا‌ اعتراض‌ لاحد ‌عليه‌. ‌ثم‌ ‌قال‌ (وَ اللّه‌ُ عَلي‌ كُل‌ِّ شَي‌ءٍ شَهِيدٌ) ‌ أي ‌ عالم‌ بجميعه‌ ‌لا‌ يخفي‌ ‌عليه‌ شي‌ء ‌من‌ ‌ذلک‌.

و ‌قوله‌ (إِن‌َّ الَّذِين‌َ فَتَنُوا المُؤمِنِين‌َ وَ المُؤمِنات‌ِ) ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و قتادة و الضحاك‌:

حرقوهم‌ بالنار (ثُم‌َّ لَم‌ يَتُوبُوا) إنما شرط عدم‌ التوبة، لأنهم‌ ‌لو‌ تابوا ‌لما‌ توجه‌ اليهم‌ الوعيد، و ‌إن‌ ‌لم‌ يتوبوا توجه‌ اليهم‌ الوعيد بقوله‌ (فَلَهُم‌ عَذاب‌ُ جَهَنَّم‌َ) يعني‌ ‌في‌ الآخرة (وَ لَهُم‌ عَذاب‌ُ الحَرِيق‌ِ) ‌في‌ الدنيا‌-‌ ‌في‌ قول‌ الربيع‌-‌ ‌قال‌ الفراء: ‌لما‌ خدّدوا للمؤمنين‌ الأخاديد و طرحوا ‌فيها‌ النار و طرحوا ‌فيها‌ المؤمنين‌ ارتفعت‌ النار ‌عليهم‌،


[1] مر ‌في‌ 3/ 559، 570 و 5/ 304
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست