responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 233

و ‌قوله‌ (هذا يَوم‌ُ الفَصل‌ِ) يعني‌ يفصل‌ ‌بين‌ الخلائق‌ بالحكم‌ لكل‌ أحد ‌بما‌ ‌له‌ و ‌عليه‌. و الفصل‌ قطع‌ علق‌ الأمور بتوفية الحقوق‌، و ‌هذا‌ الفصل‌ ‌ألذي‌ ‌هو‌ فصل‌ القضاء ‌يکون‌ ‌ذلک‌ ‌في‌ الآخرة ‌علي‌ ظاهر الأمر و باطنه‌، و أما ‌في‌ الدنيا، فهو ‌علي‌ ظاهر الأمر، لان‌ الحاكم‌ ‌لا‌ يعرف‌ البواطن‌.

و ‌قوله‌ «جَمَعناكُم‌ وَ الأَوَّلِين‌َ» معناه‌ ‌إن‌ اللّه‌ يجمع‌ ‌فيه‌ الخلائق‌ ‌في‌ يوم واحد ‌في‌ صعيد واحد، و الجمع‌ جعل‌ الشي‌ء ‌مع‌ غيره‌ إما ‌في‌ مكان‌ واحد ‌أو‌ محل‌ واحد ‌أو‌ ‌في‌ يوم واحد ‌أو‌ وقت‌ واحد، ‌أو‌ يجعل‌ ‌مع‌ غيره‌ ‌في‌ حكم‌ واحد ‌أو‌ معني‌ واحد كجمع‌ الجماد و الحيوان‌ ‌في‌ معني‌ الحدوث‌.

و ‌قوله‌ «فَإِن‌ كان‌َ لَكُم‌ كَيدٌ فَكِيدُون‌ِ» معناه‌ توبيخ‌ ‌من‌ اللّه‌ ‌تعالي‌ و تقريع‌ للكفار و اظهار عجزهم‌ ‌عن‌ الدفع‌ ‌عن‌ أنفسهم‌ فضلا ‌عن‌ ‌أن‌ يكيدوا غيرهم‌، و إنما ‌هو‌ ‌علي‌ أنكم‌ كنتم‌ ‌في‌ دار الدنيا تعملون‌ ‌ما يغضبني‌، فالان‌ عجزتم‌ ‌عن‌ ‌ذلک‌ و حصلتم‌ ‌علي‌ وبال‌ ‌ما عملتم‌. و ‌قيل‌: المعني‌ ‌إن‌ ‌کان‌ لكم‌ حيلة تحتالونها ‌في‌ التخلص‌ فاحتالوا. و الكيد الحيلة و «وَيل‌ٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِين‌َ» ‌قد‌ مضي‌ تفسيره‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ المرست‌ (77): الآيات‌ 41 ‌الي‌ 50]

إِن‌َّ المُتَّقِين‌َ فِي‌ ظِلال‌ٍ وَ عُيُون‌ٍ (41) وَ فَواكِه‌َ مِمّا يَشتَهُون‌َ (42) كُلُوا وَ اشرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنتُم‌ تَعمَلُون‌َ (43) إِنّا كَذلِك‌َ نَجزِي‌ المُحسِنِين‌َ (44) وَيل‌ٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِين‌َ (45)

كُلُوا وَ تَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم‌ مُجرِمُون‌َ (46) وَيل‌ٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِين‌َ (47) وَ إِذا قِيل‌َ لَهُم‌ُ اركَعُوا لا يَركَعُون‌َ (48) وَيل‌ٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِين‌َ (49) فَبِأَي‌ِّ حَدِيث‌ٍ بَعدَه‌ُ يُؤمِنُون‌َ (50)

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست