اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 169
آية واحدة.
قرأ نافع و ابو عمرو و إبن عامر (و نصفه و ثلثه) بكسر الفاء و الثاء بمعني إن ربك يعلم أنك تقوم أدني من ثلثي الليل و من نصفه و من ثلثه أي و ادني من نصفه و أدني من ثلثه. الباقون بالنصب بمعني أنك تقوم أدني من ثلثي الليل و تقوم نصفه و ثلثه. و الثلث يخفف و يثقل، لغتان، و مثله ربع و عشر. و قال ابو عبيدة:
الاختيار الخفض في (ثلثه و نصفه) لأنه قال (عَلِمَ أَن لَن تُحصُوهُ) و كيف يقدرون علي أن يقوموا نصفه أو ثلثه، و هم لا يحصونه، و قال غيره: ليس المعني علي ما قال و إنما المعني علم أن لن يطيقوه، يعني قيام الليل، فخفف اللّه ذلک، قال و الاختيار النصب، لأنها أوضح في النظر، لأنه قال لنبيه صلي اللّه عليه و آله (قُمِ اللَّيلَ إِلّا قَلِيلًا) ثم نقله عن الليل كله إلا شيئاً يسيراً ينام فيه، و هو الثلث. و الثلث يسير عند الثلثين.
ثم قال (نِصفَهُ) أي قم نصفه (أَوِ انقُص مِنهُ قَلِيلًا) أي قم نصفه، و اكتفي بالفعل الأول من الثاني، لأنه دليل عليه أو انقص من النصف قليلا إلي الثلث (أو زد) هكذا إلي الثلثين جعله موسعاً عليه. و في النّاس من قال: هذه الآية ناسخة لما ذكره في أول السورة من الأمر الحتم بقيام الليل إلا قليلا أو نصفه او انقص منه. و قال آخرون: إنما نسخ ما کان فرضاً إلي ان صار نفلا، و قد قلنا: ان الأمر في أول السورة علي وجه الندب، فكذلك- هاهنا- فلا وجه للتنافي حتي ينسخ بعضها ببعض يقول اللّه تعالي لنبيه ان ربك يا محمّد ليعلم انك
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 10 صفحة : 169