ثمان آيات.
قرأ «ليعلم» بضم الياء يعقوب. الباقون بفتح الياء. أمر اللّه تعالي نبيه محمّد صلي اللّه عليه و آله أن يقول للمكلفين «إِنِّي لا أَملِكُ لَكُم ضَرًّا وَ لا رَشَداً» و معناه إني لا أقدر علي دفع الضرر عنكم و لا إيصال الخير إليكم، و انما يقدر علي ذلک اللّه تعالي.
و انما أقدر علي أن أدعوكم الي الخير و أهديكم الي طريق الرشاد، فان قبلتم نلتم الثواب و النفع، و ان رددتموه نالكم العقاب و أليم العذاب. ثم قال ايضاً «قُل» لهم يا محمّد «إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللّهِ أَحَدٌ» أي لا يقدر أن يجير علي اللّه حتي يدفع عنه ما يريده به من العقاب «وَ لَن أَجِدَ» أيضاً انا «مِن دُونِهِ» أي من دون اللّه «مُلتَحَداً» يعني ملتجأ ألجأ اليه أطلب به السلامة مما يريد اللّه تعالي فعله من العذاب و الألم. و أضافه الي نفسه، و المراد به أمته، لأنه لا يفعل قبيحاً فيخاف العقاب. و المعني ليس من دون اللّه ملتحد أي ملجأ.
و قوله «إِلّا بَلاغاً مِنَ اللّهِ وَ رِسالاتِهِ» معناه لكن املك البلاغ من اللّه ألذي هو بلاغ الحق لكل من ذهب عنه و أعرض عن اتباعه بأن أرشده الي الأدلة الّتي نصبها اللّه له و أمر بالدعاء إليها سائر عباده المكلفين، کما أمر أنبياءه بتبليغ رسالاته، فيكون التقدير لا أملك إلا بلاغاً من اللّه و رسالاته. و قيل يجوز ان يکون المراد لن يجيرني من اللّه أحد إن لم أبلغ رسالاته، فيكون نصب البلاغ علي إضمار فعل من الجزاء، كقولك إن لا قياماً فقعوداً و ان لا عطاء فرداً جميلًا فتكون (لا) منفصلة من (إن) و تقديره إن لا أبلغ بلاغاً من اللّه و رسالاته.
ثم قال «وَ مَن يَعصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ» بأن خالف ما أمراه به و ارتكب ما نهياه