responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 134

إِلّا فِراراً» ‌ أي ‌ ‌لم‌ يزدادوا بدعائي‌ الا فراراً ‌عن‌ قبوله‌ و بعداً ‌عن‌ استماعه‌، و انما سمي‌ كفرهم‌ عند دعائه‌ زيادة ‌في‌ الكفر، لأنهم‌ كانوا ‌علي‌ كفر باللّه‌ و ضلال‌ ‌عن‌ حقه‌، ‌ثم‌ دعاهم‌ نوح‌ ‌إلي‌ الإقرار ‌به‌ و حثهم‌ ‌علي‌ الاقلاع‌ ‌عن‌ الشرك‌، فلم‌ يقبلوا، فكفروا بذلك‌، فكان‌ ‌ذلک‌ زيادة ‌في‌ الكفر، لأن‌ الزيادة اضافة شي‌ء ‌إلي‌ مقدار ‌بعد‌ حصوله‌ منفرداً، و ‌لو‌ حصلا ابتداء ‌في‌ وقت‌ واحد ‌لم‌ يكن‌ أحدهما زيادة ‌علي‌ الآخر، و لكن‌ ‌قد‌ ‌يکون‌ زيادة ‌علي‌ العطية. ‌قيل‌: و إنما جاز ‌أن‌ ‌يکون‌ الدعاء ‌الي‌ الحق‌ يزيد ‌النّاس‌ فراراً ‌منه‌ للجهل‌ الغالب‌ ‌علي‌ النفس‌، فتارة يدعو ‌الي‌ الفرار مما نافره‌، و تارة يدعو ‌الي‌ الفساد ‌ألذي‌ يلائمه‌ و يشاكله‌ فمن‌ هاهنا ‌لم‌ يمتنع‌ وقوع‌ مثل‌ ‌هذا‌، و الفرار ابتعاد ‌عن‌ الشي‌ء رغبة عنه‌ ‌او‌ خوفاً ‌منه‌، فلما كانوا يتباعدون‌ ‌عن‌ سماع‌ دعائه‌ رغبة عنه‌ كانوا ‌قد‌ فروا ‌منه‌.

‌قوله‌ ‌تعالي‌: [‌سورة‌ نوح‌ (71): الآيات‌ 7 ‌الي‌ 14]

وَ إِنِّي‌ كُلَّما دَعَوتُهُم‌ لِتَغفِرَ لَهُم‌ جَعَلُوا أَصابِعَهُم‌ فِي‌ آذانِهِم‌ وَ استَغشَوا ثِيابَهُم‌ وَ أَصَرُّوا وَ استَكبَرُوا استِكباراً (7) ثُم‌َّ إِنِّي‌ دَعَوتُهُم‌ جِهاراً (8) ثُم‌َّ إِنِّي‌ أَعلَنت‌ُ لَهُم‌ وَ أَسرَرت‌ُ لَهُم‌ إِسراراً (9) فَقُلت‌ُ استَغفِرُوا رَبَّكُم‌ إِنَّه‌ُ كان‌َ غَفّاراً (10) يُرسِل‌ِ السَّماءَ عَلَيكُم‌ مِدراراً (11)

وَ يُمدِدكُم‌ بِأَموال‌ٍ وَ بَنِين‌َ وَ يَجعَل‌ لَكُم‌ جَنّات‌ٍ وَ يَجعَل‌ لَكُم‌ أَنهاراً (12) ما لَكُم‌ لا تَرجُون‌َ لِلّه‌ِ وَقاراً (13) وَ قَد خَلَقَكُم‌ أَطواراً (14)

ثمان‌ آيات‌.

اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست