responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 101

«كِتابِيَه‌» ‌ألذي‌ ‌فيه‌ أعماله‌ «بِيَمِينِه‌ِ فَيَقُول‌ُ هاؤُم‌ُ اقرَؤُا» ‌قال‌ ‌إبن‌ زيد: يقول‌ المكلف‌ تعالوا اقرأوا «كِتابِيَه‌» ليعلمهم‌ انه‌ ليس‌ ‌فيه‌ ‌إلا‌ الطاعات‌. ‌فلا‌ يستحيون‌ ‌أن‌ ينظر ‌فيها‌ غيرهم‌، و اهل‌ الحجاز يقولون‌: ها ‌ يا ‌ رجل‌، و للاثنين‌ هاؤما، و للجمع‌ هاءموا، و للمرأة هاء‌-‌ بهمزة‌-‌ و ليس‌ بعدها ياء، و للمرأتين‌ هاؤما، و للجماعة هاؤن‌ ‌ يا ‌ نسوة. و تميم‌ و قيس‌ يقولون‌: ها ‌ يا ‌ رجل‌ مثل‌ قول‌ أهل‌ الحجاز، و للاثنين‌ هاءا، و للثلاثة هاءوا، و للمرأة هائي‌، و ربما قالوا: هاء ‌ يا ‌ ‌هذه‌، و للثلاثة هان‌.

و بعض‌ العرب‌ يجعل‌ مكان‌ الهمزة كافاً، فيقول‌: هاك‌ بغير همزة، و يؤمر بها و ‌لا‌ ينهي‌ و (هاء) بمنزلة خذ و تناول‌. و وقف‌ الكسائي‌ ‌علي‌ «هاؤُم‌ُ» و ابتدأ «اقرَؤُا كِتابِيَه‌» و يقول‌ أيضاً «إِنِّي‌ ظَنَنت‌ُ أَنِّي‌ مُلاق‌ٍ حِسابِيَه‌» ‌قال‌ ‌إبن‌ عباس‌ و مجاهد و قتادة: معناه‌ إني‌ علمت‌، و إنما حسن‌ ‌هذا‌ فيما يلزم‌ العمل‌ ‌به‌ لتأكد أمره‌ بالظن‌، ‌کما‌ يلزم‌ بالعلم‌ ‌مع‌ مقاومة الظن‌ للعلم‌ بالقوة ‌في‌ النفس‌ ‌إلا‌ ‌أن‌ العلم‌ معه‌ قوة ينتهي‌ ‌إلي‌ الثقة الثابتة بسكون‌ النفس‌. و المعني‌ اني‌ كنت‌ متيقناً ‌في‌ دار الدنيا بأني‌ ألقي‌ حسابي‌ يوم القيامة، و اعلم‌ أني‌ أجازي‌ ‌علي‌ الطاعة بالثواب‌ و ‌علي‌ المعاصي‌ بالعقاب‌، و أعمل‌ ‌بما‌ يجب‌ علي‌ّ ‌من‌ الطاعات‌ و اجتناب‌ المعاصي‌.

‌ثم‌ اخبر ‌تعالي‌ ‌عن‌ حال‌ ‌من‌ أعطي‌ كتابه‌ بيمينه‌ ‌فقال‌ «فَهُوَ فِي‌ عِيشَةٍ راضِيَةٍ» ‌ أي ‌ ‌في‌ عيشة مرضية تقول‌: عاش‌ يعيش‌ عيشاً و عيشة، و ‌هي‌ الحالة ‌الّتي‌ تستمر بها الحياة و ‌منه‌ المعاش‌ ‌ألذي‌ يطلب‌ التصرف‌ ‌له‌ بعائد النفع‌ ‌عليه‌، و راضية معناه‌ مرضية.

ف (فاعلة) بمعني‌ (مفعولة) لأنه‌ ‌في‌ معني‌ ذات‌ رضاً، ‌کما‌ ‌قيل‌: لابن‌ و تامر، ‌ أي ‌ ذو لبن‌ و ذو تمر. ‌قال‌ النابغة:

كليني‌ ‌لهم‌ ‌ يا ‌ أميمة ناصب‌        و ليل‌ اقاسيه‌ بطي‌ء الكواكب‌[1]


[1] مر ‌في‌ 5/ 368 و 6/ 90، 329 و 8/ 122، 567
اسم الکتاب : تفسير التبيان المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 10  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست