واستندوا في ذلك إلى ما رواه عليل بن
أحمد ، عن محمد بن هشام عن عاصم ابن سليمان ، عن جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس [١] ولكن هذه الرواية ضعيفة جدا ، ولا أقل
من أن في سندها عاصم بن سليمان وهو كذاب وضاع [٢]
مع أن الرواية ضعيفة المتن ، فإن المسلمين ـ قبل الهجرة ـ كانوا ضعفاء ، ولم يكن
عمر مقداما في الحروب ، ولم يعد من الشجعان المرهوبين ، فكيف يسعه أن يبطش بالمشرك؟!
على أن لفظ الغفران المذكور في الآية يدل على التمكن من الانتقام. ومن المقطوع به
أن ذلك لم يكن ميسورا لعمر قبل الهجرة ، فلو أراد البطش بالمشرك لبطش به المشرك لا
محالة.
والحق : أن الآية المباركة محكمة غير
منسوخة ، وأن معنى الآية : أن الله أمر المؤمنين بالعفو والاغضاء عما ينالهم من
الايذاء والاهانة في شؤونهم الخاصة ممن لا يرجون أيام الله ، ويدل عليه قوله تعالى
بعد ذلك :
[٢] قال ابن عدي :
يعد ممن يضع الحديث. وقال أيضا : عامة أحاديثه مناكير متنا واسنادا ، والضعف على
رواياته بين ، وقال الفلاس : كان يضع الحديث ، ما رأيت مثله قط وقال أبو حاتم
والنسائي : متروك.
وقال الدارقطني :
كذاب ، وقال أيضا في العلل : كان ضعيفا آية من الآيات في ذلك. وقال ابن حبان : لا
يجوز كتب حديثه إلا تعجبا وقال أبو داود الطيالسي : كذاب ، وقال الساجي : متروك
يضع الحديث ، وقال الازدي : ضعيف مجهول ، لسان الميزان ج ٣ ص ٢١٨ ، ٢١٩.