سواء أكان من
المشركين ، أم من الكتابيين ، أم من المسلمين الذين لا يبالون بدينهم إنما هو
موكول إلى الله الذي لا يفوته ظلم الظالمين وتفريط المفرطين ، فلا ينبغي للمسلم
المؤمن بالله أن يبادر إلى الانتقام منه ، فإن الله أعظم منه نقمة وأشد أخذا ، وهذا
الحكم تهذيبي أخلاقي ، وهو لا ينافي الامر بالقتال للدعوة إلى الاسلام أو لامر آخر
، سواء أكان نزول هذه الآية قبل نزول آية السيف أم كان بعده.
فذهبت جماعة إلى أن هذه الآية منسوخة
بآية السيف ، وذهب آخرون إلى أنها ناسخة لها [١].
والحق : أنها ليست ناسخة ولا منسوخة ، وتحقيق
ذلك يحتاج إلى مزيد من البسط في الكلام.
أحكام الكافر
المقاتل :
المعروف بين الشيعة الامامية أن الكافر
المقاتل يجب قتله ما لم يسلم ، ولا يسقط قتله بالاسر قبل أن يثخن المسلمون
الكافرين ، ويعجز الكافرون عن القتال لكثرة القتل فيهم ، وإذا أسلم ارتفع موضوع
القتل ، وهو الكافر ، وأما الاسر بعد الاثخان فيسقط فيه القتل ، فإن الآية قد جعلت
الاثخان غاية لوجوب ضرب الرقاب.