كلها عبر لمن اعتبر فقال عليه السلام : [ و معايش تحييهم ، و آجال تفنيهم ، و أوصاب تهرمهم ، و احداث تتابع عليهم ] .
و في كل شيء له آية تدل على انه واحد
القسم الثالث عشر
المتن
و لم يخل اللّه سبحانه خلقه من نبى مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجة لازمة ، أو محجة قائمة ، رسل لا يقصّر بهم قلة عددهم ، و لا كثرة المكذبين لهم ، من سابق سمي له من بعده ، أو غابر عرّفه من قبله .
اللغة
الحجة : ما يحتج به ، و المحجة : جادة الطريق .
المعنى
[ و لم يخل اللّه سبحانه خلقه من نبى مرسل ، أو كتاب منزل ] لقد سبق منا القول في قاعدة اللطف ، و انه لا بد من حجة للّه على الناس ، و هم الأنبياء كما تقدم لاحتياج الناس الى عالم معصوم ، يأخذون منه معالم دينهم و يتعلمون منه تكاليفهم ، و لهذا اول بشر خلقه اللّه تعالى هو آدم ابو الأنبياء و اولهم ، فما كان زمان خاليا من الأنبياء ، أو من الصحف الالهية و الكتب السماوية كصحف ابراهيم و الزبور و التوراة و الانجيل و القرآن في أزمنة الفترة ، و هي الأزمنة التي لم يكن نبي مبعوثا فيها ، [ أو حجة لازمة ، أو محجة قائمة ] قد مر آنفا كلام العلامة ( ره ) حيث قال : ان لكل نبى وصيا ، و معنى الحجة و ان صح اطلاقها على النبى و الكتاب ، الا أنه هنا ليس المقصود من الحجة النبي أو الكتاب لتقدم ذكرهما ، بل لا بد ان يكون المقصود هو الوصى اي الامام المعصوم ، و كلما بيناه في قاعدة اللطف و وجوب بعثة الأنبياء كذلك نقول في نصب الامام و الخليفة و الوصي للناس بأمر اللّه و تعيينه و هذا من مسلمات عقائد الشيعة استنادا الى الاخبار الصحيحة و الأحاديث الواردة المتواترة عن اهل البيت الذين اذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا . فانها تصرّح : بأن اللّه ما ترك ارضا منذ قبض اللّه آدم الا و فيها امام يهتدى به الى اللّه ، و هو حجة على