responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 79

بشر أمثالنا ، و انما وصلوا الى ما وصلوا باستعمال افكارهم و تجربياتهم سنين متطاولة كذلك باستطاعة الانسان الوصول الى مراتب الصديقين و الأولياء ، بالتقوى و التقرب الى اللّه تعالى مثل : لقمان الحكيم و سلمان الفارسي و نظرائهم من اخوانهم ، فالناس معادن فاذا استخرجوا تلك الجواهر الثمينة و اللئالى الغالية ربحوا و فازوا و قالوا ما ارادوا و إن لم يستخرجوا نتائج افكارهم و عقولهم فحالهم كحال المعادن المجهولة في بطون الأرض ، كما ان تراب الأرض كذلك فان استفيد من بركاتها بالزراعة ، فروح و ريحان و جنة نعيم ، و ان تركوها هملا فالنتيجة معلومة ، فالعقول دفائن و معادن و منابع المنافع ، كالمواد المودعة في التراب . يظهر أثرها و خواصها في الزرع و في كل ما انبتته الأرض ، فيجب إثارة الأرض أي قلبها بالحرث لتظهر المواد المخفية تحت التراب ، كذلك كان المقصود من بعث الأنبياء و المطلوب منهم ان يثيروا دفائن العقول كي يعرف الناس ما في الكون من حكم ، و عجائب مدهشة ، و غرائب مذهلة ، فيزدادوا إيمانا و تثبتا ، و معرفة و توحيدا ، [ و يروهم الآيات المقدرة ] و في بعض النسخ : و يروهم آيات القدرة ، أو المقدرة . إذ من جملة طرق المعرفة و العلم هو النظر و الرؤية ، و لهذا أمر اللّه تعالى بالنظر في بعض الأمور لتحصيل المعرفة قال تعالى : فلينظر الانسان ممّ خلق ؟ ] فاذا نظر الانسان بنظر الدقة و الاعتبار الى الآيات و الشواهد التي تدل على قدرة اللّه و حكمه المتقنة ، و ما فى الكون من تحولات و تغيرات ، لأجبره العقل و ألزمه بالاقرار بوجود الصانع المدبّر أقر بلسانه أم لا ،

[ من سقف فوقهم مرفوع ، و مهاد تحتهم موضوع ] لقوله تعالى : و السقف المرفوع و أ لم نجعل الأرض مهاداً و ان حياة البشر بالأكل ، لأنه قوام الحياة و فنائه بالأجل الذي قدّر له ، و يشيب بسبب الأمراض و المصائب التي تتجدد له و النوائب التي تضعف البدن و القوى ، و تزيل طروة الوجه و نضارة البدن ، و هذه

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست