responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 362

و في تلك الأيام قام في أهل البصرة خطيبا فقال :

ما تقمون مني يا أهل البصرة ؟ و اشار إلى قميصه و ردائه و اللّه انهما لمن غزل اهلي ، ما تنقمون مني يا اهل البصرة ؟ و اشار إلى صرة في يده فيها نفقته و اللّه ما هي إلا من غلتي في المدينة ، و ان خرجت عنكم بأكثر مما ترون فانا عند اللّه من الخائنين .

ثم خرج ، و شيّعه الناس إلى خارج البصرة ، و تبعه الأحنف بن قيس إلى الكوفة و تبعه ايضا جمع من اشراف البصرة و غيرهم ، و لما خرج من البصرة ، و صار على علوة استقبل الكوفة بوجهه و هو راكب بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال :

الحمد للّه الذي اخرجني من اخبث البلاد ، و اخشنها ترابا ، و اسرعها خرابا و اقربها من الماء و ابعدها من السماء ، بها مغيض الماء ، و بها تسعة اعشار الشر ، و هي مسكن الجن ، الخارج منها برحمة ، و الداخل اليها بذنب ، اما انها لا تذهب الدنيا حتى يجي‌ء اليها كل فاجر ، و يخرج منها كل مؤمن ، و حتى يكون مسجدها كأنه جؤجؤ سفينة .

الخطبة الرابعة عشر

المتن

و من كلام له عليه السلام في مثل ذلك ) :

أرضكم قريبة من الماء ، بعيدة من السماء ، خفّت عقولكم و سفهت أحلامكم فأنتم غرض لنابل ، و أكلة لآكل و فريسة لصائل .

اللغة

النابل صاحب النبل ، و الصائل : الذي يصول و يحمل و يهجم على العدو .

هذه الجملات من ملحقات الخطبة المتقدمة في ذم البصرة و اهلها ، و قد أدينا شيئا من حق هذا الموضوع ، فلا داعي لاطالة الكلام اكثر من هذا مع العلم ان لنا في المستقبل مجالا واسعا إن شاء اللّه .

و قد انتهينا عن الخطبة الثالثة عشر و الرابعة عشر و الحمد للّه اولا و آخرا .

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست