بنا اهتديتم في الظلماء و تسلّمتم العلياء ، و بنا انفجرتم عن السرار ،
و قر سمع لم يفقه الواعية ، و كيف يراعي النبأة من أصمته لصيحة ، ربط جنان لم يفارقه الخفقان ، ما زلت انتظر بكم عواقب الغدر ، و أتوسّمكم بحلية المغترّين ، سترني عنكم جلباب الدين و بصّرنيكم صدق النية .
اللغة
تسنمتم : ركبتم سنامها ، و سنام كل شيء : اعلاه . و السرار : الليلة و الليلتان تكون في آخر الشهر ، يستتر فيها القمر و يخفى ، و الوقر بفتح الواو :
الثقل في السمع . و لم يفقه : لم يفهم . و النبأة : الصوت الخفي ، و الخفقان : الاضطراب و الحركة . و أتوسّمكم : اتفرّس فيكم ، انظر الى العلامات . و الجلباب نوع من الثوب الواسع .
المعنى
( بنا اهتديتم في الظلماء ) هذه المقطوعة من الخطبة التي بعدها ملتقطة من خطبة طويلة مفصلة و فيها إختلاف الرواة ، و المشهور ان الامام ( ع ) خطب بهذه الخطبة بعد مقتل طلحة و الزبير في البصرة ، أو الخطاب عام لجميع المسلمين ، و لا غرو و لا عجب ، فان المهتدين اهتدوا بآل محمد و ببركات ارشادهم ،
و لو لا مواعظهم و نصائحهم و توجيهاتهم لكان الناس على ما كانوا عليه في الجاهلية ،
في ظلمات الجهل و الكفر و الضلالة ، كما مر عليك هذا الموضوع في السابق ، و المقصود من ضمير ( بنا ) اما آل محمد الأئمة الطاهرون عليهم الصلاة و السلام ، او الضمير