( و من خطبة له عليه السلام يذكر فيها إبتداء خلق السماء و الارض و صفة آدم ) .
المعنى
لا بد و أن يختلج فى صدرك ايها القارىء ان عليّا عليه السلام كان يعيش قبل ثلاثة عشر قرنا و قد خلق اللّه تعالى السماء و الارض قبل آلاف القرون ،
فمن أين علم امير المؤمنين عليه السلام كيفية خلقها ؟ و كيف أخبر عن شيء وقع في زمان لم يكن فيه موجود قط من البشر ؟ فهل نزل عليه الوحي ؟ و الوحي لا ينزل إلا على رسول أو نبي ، و ما كان علي عليه السلام رسولا و لا نبيا ، و هل تعلم ذلك من علماء زمانه و أساتذة عصره ؟ فمن أولئك العلماء ؟
ينبغي أن اذكر نبذة من علوم امير المؤمنين ( عليه السلام ) ، حتى يظهر لك شيء من انواع علومه و مدارك تلك العلوم حتى تعرف الفرق بين هذا العلم و بين سائر العلوم فتعرف الفرق بين هذا العالم و بين غيره من مدّعي العلم .
و لكني رأيت الأحرى و الأنسب تأجيل هذا الموضوع الى شرح كلامه عليه السلام لكميل بن زياد غير اني أذكر هنا نبذة من أقسام علومه و انواع إطلاعه ، كالفهرست لهذا البحث ، و تفصيل الكلام في المستقبل إن شاء اللّه .
فأقول : المستفاد من مطاوي الأخبار و الأحاديث و الروايات الواردة عن