و رايت من بعد تسمية هذا الكتاب ب « نهج البلاغة » إذ كان يفتح للناظر فيه ابوابها ، و يقرّب عليه طلابها ، و فيه حاجة العالم و المتعلم و بغية البليغ و الزاهد ، و يمضي فى اثنائه من عجيب الكلام في التوحيد و العدل ، و تنزيه اللّه سبحانه و تعالى عن شبه الخلق ، ما هو بلال كل علة [2]، و جلاء كل شبهة [3]و من اللّه سبحانه استمد التوفيق و العصمة ، و اتنجز التسديد و المعونة [4]و استعيذه من خطأ الجنان قبل خطأ اللسان ، و من زلة الكلم قبل زلة القدم [5].
و هو حسبي و نعم الوكيل .
[1] نهج السبيل : ابانته و ايضاحه ، و قريب منه رشاد الدليل . و وجه الاضافة فى الجملتين ان من السبيل ما ليس نهجا ، و من الدليل ما لا رشاد فيه .
[2] و فى بعض النسخ ، بلال كل غلة ، و شفاء كل علة . و العلة : العطش ،
و بلالها ما تروى به . و العلة الداء ، و شفائها برئها .