اقتسماها . و الحوزة : الطبيعة و الناحية . و العثار : العثرة و الكبوة ، و الصعبة من النوق :
التي لا تنقاد و لا تتذلل للحمل و الركوب و يأتي شرح البواقي في ضمن المعنى .
المعنى
بعد أن افنى ابو بكر من عمره سنتين و ثلاثة أشهر و اثني عشر يوما في الخلافة مات و مضى لسبيله ، بعد تلك المآسي و الفجائع التي لا تنسى ما دام التأريخ موجودا ، فكم من امرئة عفيفة رجمت ؟ و كم من رجل بريء قتل ، و كم من عزيز ذل ؟ و كم من ظالم كافر استولى على رقاب المسلمين ، و الأمر الأعجب ،
و الخطب الأفظع غصب الصديقة الطاهرة فاطمة حقها ، و تظافر الأمة على هتك حرمتها المنيعة و ما جرى على جسمها من آلام الضرب و العصر فيما بين الباب و الجدار و اسقاط جنينها حتى ماتت مظلومة مهضومة و دفنت ليلا و لا يعرف قبرها حتى اليوم و لا يعرف الى يوم القيامة كما في الخبر . و كم و كم و كم . . .
( حتى مضى الأول لسبيله ، فادلى بها الى ابن الخطاب بعده ) نعم كان ابو بكر يتقلب على فراش الموت و يجود بنفسه ، و يغمى عليه ساعة بعد ساعة ، فأمر باحضار عثمان بن عفان . فحضر عثمان فامر ان يكتب عهدا و قال : اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما عهد به عبد اللّه الى المسلمين ثم اما بعد ثم اغمي عليه و كتب عثمان : قد استخلفت عليكم عمر بن الخطاب .
أفاق ابو بكر و قال : إقرء فقرأ ، فكبّر ابو بكر و سرّ ، و قال : أراك خفت أن يختلف الناس ان مت في غشيتي ؟ قال : نعم . قال : جزاك اللّه خيرا عن الاسلام و اهله .
ثم أتم العهد ، و أمر ان يقرأ على الناس فقرء عليهم ، ثم أوصى ابو بكر عمر بما شاء مما لا مجال لذكره و كان عمر يومئذ حاضرا عنده ، و علم بالوصية ، و لكنه لم يقل : ان الرجل ليهجر . أو : ان الرجل غلب عليه الضعف ، حسبنا كتاب اللّه :