responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 160

الغاصب كان يعلم اهلية علي للخلافة و استحقاقه للامامة ، و شرع يفكر فيما يصنع ؟ هل يحارب بلا ناصر مع تقاعد الناس عن نصرته ، أو يصبر على تلك الرزايا الجليلة ،

فرأى عليه السلام ان الصبر اليق و أقرب الى العقل و الصواب ، فصبر على طول المدة و هو يتحمل الوجع و الأذى كالذي في عينه القذى و في حلقه الشجى ، لأنه رأى حقه منهوبا بيد غيره و هم يتنعمون بالدنيا و ما فيها كما قال دعبل الخزاعي :

أرى فيئهم في غيرهم متقسما
و أيديهم من فيئهم صفرات

و صار جليس بيته ، و انقطع الناس عنه ، و ما هناك من مفاسد عمت العباد و البلاد

الاستقالة و العقد

القسم الثاني

المتن

حتى مضى الأوّل لسبيله ، فأدلى بها إلى إبن الخطاب بعده ،

( ثم تمثل بقول الأعشى :

شتّان ما يومي على كورها
كيوم حيّان اخي جابر

فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته ، إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشد ما تشطرا ضرعيها ، فصيرها فى حوزة خشناء ، يغلظ كلمها ، و يخشن مسّها ،

و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصّعبة إن أشنق لها خرم ،

و إن أسلس لها تقحّم ، فمني الناس لعمر اللّه بخبط و شماس ،

و تلوّن و اعتراض ، فصبرت على طول المدة ، و شدّة المحنة .

اللغة

ادلى بها : دفعها و ألقاها . و شتان بين هذا و ذاك أي بعد كثير و كور الناقة : رحلها . و الاقالة : قبول العذر و فك عقد المعاملة ، و الاستقالة :

طلبها . و شدّ الأمر : صعب و عظم . و تشطرا : أخذ كل واحد منهما شطرا ، أي

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست