responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 159

( يهرم فيها الكبير ، و يشيب فيها الصغير ، و يكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ) يشير الى الحزن الشامل الناتج من تلك الأيام ، بأن الكبير يصير هرما ، و الصغير يشيب في تلك المدة الطويلة ، و يسعى المؤمن ، و يقاسي الأهوال و الشدائد و يكسب لنفسه و لا يعطي حقه حتى يموت و يلقى ربه ، و في نسخة : يوضع فيها الصغير و يدب فيها الكبير . و هو كناية عن طول المدة و بعد تردده عليه السلام بين القتال و طلب الحق أو الصبر على تلك الرزايا و غمض العين قال : ( فرأيت الصبر على هاتا احجى ) أي ان الصبر اصلح و اقرب الى العقل ، اذ لم يقصد علي عليه السلام من الخلافة الرياسة و السيادة و السلطة و النفوذ بل كان يقصد الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،

و هداية الجاهل و تنبيه الغافل ، و اعلاء كلمة الاسلام ، و إن الخلافة مع عظمتها أهون عند أمير المؤمنين من عفطة عنز . فلو كان علي يجاهد و يجادل فاما ان كان يغلب خصمائه فلا بد من التفرقة بين المسلمين ، و الناس حديثوا عهد بالاسلام فكانت هناك المصيبة العظمى ، من ارتداد بعض الناس و رجوعهم إلى القهقرى ، فاضمحلال كلمة الاسلام فكان الأصلح و الأحسن الصبر على تلك المصائب ، فيقول :

( فصبرت و في العين قذى ، و في الحلق شجى ، أرى تراثي نهبا و في نسخة : أرى تراث محمد صلى اللّه عليه و آله نهبا ، و في نسخة : من أن أرى صبر الامام و كان حاله حال من في عينه القذى و هو ما يقع في العين من تراب ، أو تبن أو وسخ يوجب الأذى و يسبب الراحة و الاستقرار عن الشخص ، و حال في حلقه الشجى و هو ما يعترض في الحلق من عظم و نحوه ، و كيف لا يكون كذلك ؟ و انه يرى تراثه منهوبا بيد السفلة ، و المقصود من التراث اما الخلافة و إما فدك أو كلاهما و لنا مجال في المستقبل لتوضيح المقال بمناسبة المقام .

و حاصل الكلام ان الخلافة غصبت من أمير المؤمنين عليه السلام ، و ان

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : القزويني الحائري، السيد محمد كاظم    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست