و لكن سكوته عن حقه بعد ذلك كان لأسباب كثيرة ستطّلع عليها .
فيقول : فسدلت . أي فصرفت نظري عن الخلافة و سلمت للأمر و احتجبت عنها ،
و ارخيت عليها الثوب و طويت عنها كشحا ، شبّه الخلافة بشيء مأكول ، أي منعت نفسي عن اكلها ، و قيل : طي الكشح هو صرف النظر عن الشيء و الالتفات عنه .
تفكر على عليه السلام فى الامر
( و طفقت أرتأي بين أن اصول بيد جذاء ، او أصبر على طخية عمياء ) أي شرعت اتفكر في الأمر و هي الخلافة المغصوبة ، فرأيت نفسي مخيرة بين شيئين :
أحدهما أن اصول أي احمل و احارب مع الغاصبين بيد مقطوعة ، أي بلا ناصر و لا معين ، فكما ان مقطوع اليد لا يقدر على دفع العدو ، كذلك من لا ناصر له و لا معاون لا يتمكن على استرداد حقه و استنقاذ ماله ، و الثاني أن أصبر على طخية عمياء ، فالطخية هي الظلمة ، و اتصافها بالعمياء مبالغة في الظلمة ، و المقصود إلتباس الامور على الناس لا يدرون اين يذهبون ؟ و ممن يأخذوا معالم دينهم ؟ و الناس يومئذ حيارى لا يدرون كيف صار أبو بكر خليفة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ليست لديه مؤهلات الخلافة ، لا من جهة السابقة و لا العلم الغزير ، و لا الشجاعة المشهورة و لا الزهد و التقوى و لا كل شيء ؟ ، و كيف من كان اهلا للخلافة و الامامة صار جليس بيته ؟
ء أمير شيخ تيم جعلا و من اللّه ارتضاه عزلا ؟
شيخ تيم منبر الهادي علا و عليا اجلسوه المنزلا
ثم يشير عليه السلام الى نتائج تلك الظلمة و مدة ظلمة الجهالة و الضلالة فقال :