اصحاب أبى عبد اللّه عليه السلم كلّهم و الحمد للّه قال و اعتل هشام
بن الحكم علته الّتى قبض فيها فامتنع من الاستعانة بالاطبّاء فسألوه ان يفعل ذلك
فجاؤا بهم اليه فادخل عليه جماعة من الاطباء فكان اذا دخل الطبيب عليه و امره
بشيئى سأله فقال يا هذا هل وقفت على علّتى فمن بين قايل يقول لا و بين قايل يقول
نعم فان استوصف ممن يقول نعم وصفها فاذا اخبره كذّبه و يقول علّتى غير هذه فيسأل
عن علّته فيقول علّتى فزع القلب ممّا اصابنى من الخوف و قد كان قدّم[1]
ليضرب عنقه فافزع قلبه ذلك حتى مات رحمه اللّه
*
أبو عمرو الكشى قال أخبرنى أبو الحسن أحمد بن محمّد الخالدى قال أخبرنى محمّد بن
همام البغدادى أبو على عن اسحق بن أحمد النخعى قال حدّثنى أبو حفص الحدّاد و غيره[2]
عن يونس بن ايّوب بن عبد الرّحمن قال كان[3]
يحيى بن خالد البرمكى قد [وجد] على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة و
احبّ ان (يغرى) به هرون و (نصرته) على القتل قال و كان هرون لما بلغه عن هشام مال
اليه و ذلك أنّ هشاما تكلّم يوما بكلام عند يحيى بن خالد فى ارث النّبى عليه السلم
فنقل إلى هرون فاعجبه، و قد كان قبل [ذلك] يحيى يسترق امره عند هرون و يردّه عن
اشياء كان يعزم عليها من اذائه فكان ميل «هرون» الى هشام اخذ ما غيّر قلب [-
يحيى-] على هشام [فشيّعه-] «عنده» و قال له يا أمير المؤمنين انّى قد استبطيت امر
هشام فاذا هو يزعم أنّ للّه فى ارضه اماما غيرك مفروض الطّاعة قال سبحان اللّه قال
نعم و يزعم أنّه لو امره بخروج لخرج و انّا كنّا نرى انّه ممّن يرى الالباد بالارض
فقال هرون ليحيى فاجمع عندك المتكلّمين و اكون انا من وراء السّتر بينى و بينهم
لئلا يفطنون بى و لا يمتنع كل واحد منهم أن يأتى بأصله لهيبتى قال فوجّه ههنا يحيى
فاشحن المجلس من المتكلمين[4] و كان منهم ضرار بن عمرو و
سليمن بن جرير و عبد اللّه بن يزيد الاباصى و مؤيّد بن مؤيد