و
خلاصة الكلام في روايات هذا الباب انها بمفردها تكفي لاثبات خلافته عن النبي (ص) و
كونه افضل الناس بعد خاتم النبيين (ص) و ان الشيعي مبرء الذمة عند الله سبحانه
بتدينه بها و مئاب مأجور.
1-
في روايةغير معتبرة سنداً من العامة: يا محمد و عزتي و جلالي لولاك لما خلقت آدم،
ولولا علي ما خلقت الجنة. (40: 20).
أقول:
اما الجملة الاولى فعلى تقدير صدورها هي تعبدية نلتزم بها تعبداً و ان خلق الانسان
ببركة وجود النبي (ص). و اما الجملة الثانية (ولولا علي ما خلقت الجنة) ففهمها
مشكل. اذ على فرض وجود الانبياء بشمول خاتمهم (ص) و وجود المؤمنين والصديقين
والشهداء والصالحين كيف لا يخلق الله الجنة لهم، و اشتراط الثواب بولاية علي و ان
ثبت بروايات كثيرة تقدمت، لكنه بالنسبة الى هذه الامة بعد وجوده (ع)، و فعلية
امامته، لا بالنسبة الى الانبياء السابقين، و لا بالنسبة الى خاتم المرسلين، و لا
بالنسبة الى جميع المتدينين في الامم الماضية، بل لا بالنسبة الى المسلمين الذين
قتلوا أو ماتوا في زمان رسول الله (ص) و قبل تحقق امامة اميرالمؤمنين (ع).
و
اما الجملة المشهورة على لسان جماعات من العوام والطلاب: ( (لولاك لما خلقت
الافلاك)) فهي مرسلة و لم يروها علمائنا، و اما الزيادة التي ربما يتفوه بها
الجهال: ( (ولولا علي ما خلقتك، ولولا فاطمة ما خلقتكما)) فهي أيضاً غير ثابتة و
كأن الرواية بجملاتها الثلاث موضوعة، اذ لا نعلم افلاكاً مخلوقة بالفعل، و مجرد
ذكرها في كتاب عظيم لا يدل على عدم وضعها فضلًا