اسم الکتاب : صراط الحق في المعارف الإسلامية و الأصول الإعتقادية المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف الجزء : 1 صفحة : 226
آخر رواية أبان المذكورة في
التوحيد و غيره[1] من قول الصادق عليه السّلام:
«و
ان كان كلّ شيء بقضاء اللّه و قدره فالحزن لماذا؟»
، و
المتتبّع يجد أكثر من ذلك، و الأمر سهل.
نكتة
روى
الصدوق بإسناده عن ابن نباتة[2] قال: إن
أمير المؤمنين عليه السّلام عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر فقيل له: يا أمير
المؤمنين تفرّ من قضاء اللّه؟ قال: أفرّ من قضاء اللّه إلى قدر اللّه عز و جل
انتهى.
و
يشكل أولا: بأن وقوع الحائط عليه السّلام لم يحرزه السائل أنه من قضاء اللّه، فهو
منه تخرّص، بل قضاء اللّه تشريعا هو فراره من عنده، و قد أقرّه الإمام على سؤاله.
و
ثانيا: إن قضاء اللّه فرع قدره و مترتّب عليه و القدر أصل له، فلا مخالفة بينهما
حتى يفرّ من أحدهما إلى الآخر. و يمكن أن يقال: إنّ مقصوده عليه السّلام أن اللّه
كما قضى على الحائط السقوط قدر عمري باقيا بعد ذلك، و بالجملة كما ان السقوط- بعد
تقريره- مقضى فكذا بقاء حياتي- قبل قضائه- مقدر، فافر من قضاء اللّه المتعلق بسقوط
الحائط إلى قدر اللّه المتعلق بحياتي فتأمل.
تنبيه:
بقي هنا شيء و هو ما اتّفقوا عليه من لزوم الرضا بالقضاء.
أقول:
الكلام تارة في أصل تصوير الرضا بالقضاء، و أخرى في لزومه، و البحث عن هذه المسألة
و إن كان مربوطا بالمقام، غير أنّا ذكرناه في مسائل الجبر و التفويض، فسيمر تفصيله
عليك هناك إن شاء اللّه.
دقيقة
الروايات
الواردة في ترغيب المكلّفين إلى الرضا بكثرتها مختصة بالقضاء دون القدر. نعم في
الدعاء الذي قرأ ليلة الجمعة قبل فجره: «و الرضا بقضائك و قدرك».
و
اما الروايات الواردة في الإيمان و عدم التكذيب فهي مخصوصة بالقدر، فاللازم هو
الإيمان بالقدر و عدم التكذيب به، و الرضا بالقضاء.
أقول:
و الوجه في ذلك- على ما اظن- أن الفعل الخارجي هو الذي يعتريه السخط و الرضا و قد
مرّ أن القضاء هو الحكم الفصل و هو آخر مقدمات فعله تعالى، بحيث إن الفعل يصدر
عنه؛ فلذا أمر الائمة عليهم السّلام بالرضا بمناشئ الفعل الأخير المستتبع له، و
بما أن القضاء تابع للقدر و أن