responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 57

ثمّ‌[1] تصير لحما تجري فيه عروق مشتبكة، ثمّ يبعث اللّه ملكين خلّاقين يخلقان في الأرحام ما يشاء اللّه، فيقتحمان في بطن المرأة من فم المرأة فيصلان إلى الرحم- و فيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال و أرحام النساء[2]، فينفخان فيها روح الحياة و البقاء و يشقّان له السمع و البصر و جميع الجوارح و جميع ما في البطن بإذن اللّه، ثمّ يوحي اللّه إلى الملكين: اكتبا عليه قضائي و نافذ أمري ...[3]».

و في صحيح آخر لزرارة- بل هو مختصر حديثه الطويل المتقدم ظاهرا-: «ثمّ يبعث اللّه ملكين خلّاقين فيقال لهما: اخلقا كما يريد اللّه ذكرا أو انثى‌[4]».

بقيت أمور. تتعلق بهذه الأحاديث المذكورة هنا و في آخر المسألة المتقدّمة:

الأوّل: إنّ الأحاديث لم تذكر لحالة العظام و كسوها لحما مدّة كما ذكرتها لحالة كون الجنين نطفة و علقة و مضغة، بل بعضها أهملهما أساسا، و هذا عجيب.

الثاني: ظاهر صحيح محمد بن مسلم السابق أنّ شقّ السمع و البصر و ترتيب الجوارح بعد خلقة العظام، و ظاهر معتبرة ابن الجهم أنّ خلق ما يتحقّق به الذكورة و الأنوثة بعد تمام أربعة أشهر، و هذا ينطبق على سابقه نوع انطباق.

و ظاهر صحيح زرارة أنّ شق البصر و السمع و جميع الجوارح و جميع ما في البطن- أي بطن الجنين ظهرا- إنّما هو حين نفخ الروح فيه، أي كلّ ذلك بعد أربعة أشهر، و كلّ ذلك مخالف لما يقوله الأطباء كما ستمرّ أقوالهم بك بعد ذلك، فإن ثبتت أقوالهم بالحسّ أو القطع فلا بدّ من تأويل هذه الظواهر أو ردّها إلى من صدرت عنه، فإنّ التأويل الخارج عن المتفاهم العرفي كلفة لم نؤمر بها.

الثالث: مرّ في الحاشية دعوى بعض الأطباء أنّ العظام تبدأ في التكوّن في الأسبوع الخامس‌


[1] . يحتمل زيادة كلمة( ثمّ) بأن تكون صيرورة الجنين ذا لحم تجري فيه عروق مشتبكة داخلة في زمن كونه مضغة، كما تقدم في صحيح محمد بن مسلم في آخر المسألة السابقة. و قد يتوهم أنّ ظاهر قوله تعالى: فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً يوافق هذه الصحيحة دون صحيحة محمد بن مسلم، لكنه ممنوع كمال لا يخفى.

[2] . و لعلّه إشارة إلى الحياة الكامنة في الحيوان المنوي و البييضة كما هي غير بعيدة، و هذه الجملة خير مسكّن للأطباء الذين يدعون أنّ حياة الجنين قبل تمام أربعة أشهر لم تكن معلومة في الأزمنة السابقة.

قال بعض الأطباء: الحقيقة أنّ الحياة متصلة ليست في الحيوان المنوي و البويضة فقط، لكن من خلق آدم إلى يوم القيامة متصلة باستمرار لم تنقطع أبدا، خلق النطفة هو اتحاد هاتين ... الإنجاب في ضوء الإسلام ص 284.

[3] . الكافي ج 6 ص 13.

[4] . نفس المصدر ص 16.

اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست