responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 435

فائدة:

قيل إنّ علماء التشريح يثبتون أنّ اللّه خلق العين مشتملة على قناة تصلها بالأنف ثمّ بالبلعوم.

أقول: و عليه فإذا بلغ من العين إلى الحلق شيئا يفسد الصوم، بناء على كفاية الوصول إلى الحلق و إن لم يتوسّط الفم، فلاحظ.

و قيل أيضا: إنّهم أثبتوا- بالاعتماد على المشاهدة و التجربة- أنّ الأذن ليس بينها و بين الجوف و لا الدماغ قناة تنفذ منها المائعات إلّا إذا تخرّمت طبلة الأذن.

قائمة المفطرات في مجال التداوي‌

قسّم دكتور مسلم قائمة المفطرات في مجال التداوي إلى أقسام:

1- ما يدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفّسي، مثل البخاخ للربو و ما يستنشق من الأدوية، و تدخين السجائر. و الشيشة و السعوط ... و هذه كلّها إمّا سوائل و فيها مواد عالقة و تدخل إلى الفم أو الأنف و تستنشق، و منها إلى البلعوم (الفمي أو الأنفي) و من البلعوم (قيل: يسميه الفقهاء الحلق) أو المري‌ء فالمعدة. كما يذهب جزء آخر من البلعوم الفموي إلى البلعوم الحنجري، و منه إلى الرغامي فالشعب الهوائية فالرئتين ....

و أمّا الأوكسيجين الذي يعطي لبعض المرضى فهو هواه، و ليس فيه مواد عالقة و لا مغذّية و لا غيرها، و يذهب أغلبه إلى الجهاز التنفسي، فليس مفطرا للصوم‌[1].

و أمّا التخدير الكلّي فإنّه غازات مستنشقة مثل الأثير و غيره، و عادة ما يبدأ التخدير الكلّي بحقنة في الوريد من عقار «الباربيتورات» السريع المفعول جدّا، فينام الإنسان في ثوان معدودة، ثمّ يتمّ إدخال أنبوب مباشر إلى القصبة الهوائية عبر الأنف فلا يدخل إلى المري‌ء أو المعدة منه شي‌ء ... و يتمّ إجراء التنفّس بواسطة الآلة، و بواسطتها أيضا يتمّ إدخال الغازات المؤدّية إلى فقدان الوعي فقدانا تاما.

و هذه كلّها لا علاقة لها بالجهاز الهضمي‌[2].


[1] . و المعيار في كون هذه الأمور مفطرة للصوم أو لا؟ هو صدق الأكل و الشرب و عدمها عرفا، و ليس للطبّ و الطبيب حكم في ذلك.

[2] . استنشاق الغازات و إدخالها و إدخال الآلة و كذا إعطاء السوائل المغذية بواسطة الزرق في الوريد لا يوجّه ضررا إلى الصوم؛ لعدم صدق الأكل و الشرب، و إنّما البحث في صحة الصوم من جهة الإغماء، و الأظهر عندي أنّ الإغماء بعد نية-- الصوم غير مفطر له لا سيما إذا كان مؤقتا بساعة أو ساعتين كما في العمليات الجراحية و نحوها. و أمّا فقهاؤنا فلا أدري رأيهم غير أن صاحب العروة و من تبعه و من سبقه جعل عدم الإغماء من شروط وجوب الصوم و صحته و لم أجد دليلا عليه إلّا أن يلحق الإغماء بالجنون، لكنه أيضا لا دليل عليه فهو كالنوم، و اللّه اعلم.

اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست