إنّ
الفقهاء اختلفوا في التعريف بمرض الموت اختلافا كثيرا لا يرجع إلى نصّ من كتاب و
سنة و إنّما مردّه إلى الاجتهاد و النظر، فقال بعضهم: مرض الموت هو الذي يقعد
الإنسان عن عمله المعتاد في حال الصحّة ... و عن ابن عابدين- إن علم أنّ به مرضا
مهلكا غالبا و هو يزداد إلى الموت فهو المقبر، و إن لم يعلم أنه مهلك يعتبر العجز
عن الخروج للمصالح ...[3] و قيدته
مجلّة الأحكام العدلية (1595 م) بأن يموت المريض قبل مرور سنة من الإصابة به، و
قيل غير ذلك.
و
قال أيضا:
و
الذي يستخلص من كلام جمهور الفقهاء و تقريرات محققيهم أنّ مرض الموت هو المرض
المخوف الذي يتصل بالموت و لو لم يكن الموت بسببه[4]
فعلى هذا يشترط لتحققه أن يتوافر فيه وصفان:
أحدهما:
أن يكون مخوفا، أي يغلب الهلاك منه عادة أو يكثر ... و يكفي الآن- و قد تقدّم علم
الطب- أن يرجع إلى الأطباء الخبراء في طبيعة المرض و أعراضه.
ثانيهما:
أن يتّصل المرض بالموت سواء وقع الموت بسببه أم بسبب آخر أجنبي عن المرض