responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 147

و عليه فالقلب هو العضو الخاص المعروف و العقل و الروح‌[1].

و حيث إنّ الامور المنسوبة إليه في القرآن كلّها من صفات النفس و الروح قطعا، و نسبتها إلى القلب العضلي كنسبتها إلى سائر الأعضاء من اليد و الرجل و نحوهما في البطلان، تعيّن حمل القلب على معنى الروح، و حينئذ فلا إشكال.

لكن تأويل آيات القرآن بهذه السهولة غير ميسّر، بل هو غير جائز ما لم يدعمه دليل شرعي معتبر إذا لم يثبت أنّ النفس أو الروح معنى حقيقي أو منصرف إليه لفظ القلب كما هو كذلك عندنا؛ إذ المفهوم المتبادر ما يقصده الأطباء، فلاحظ.

على أنّ في تأويل القرآن- و هو السند الأصيل للإسلام و النبوّة الخاتمية- مع الغض عن منعه الشرعي إشكالا قويا ليس هنا موضع بيانه، و الذي يمكن أن يركن إليه في فهم معنى القلب آيات نذكر بعضها:

1- قوله سبحانه و تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَ لكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ[2].

2- وَ لِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَ لِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ‌[3].

3- ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ‌[4].

4- وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ[5].

أقول: الآية الاولى ظاهرة بل صريحة على أنّ المراد بالقلب الذي وصف بالعمى هو العضو المعروف؛ ضرورة أنّ العقل و الروح ليسا في الصدر.

و الآية الثانية كالنصّ على تباين الصدر و القلب إن لم يحمل قوله تعالى: وَ لِيُمَحِّصَ ...

على أنه عطف بيان- كما هو الأظهر حسب القاعدة- و إلّا لدلت على اتحاد الصدر و القلب، و حينئذ لا بدّ من حملهما على معنى ثالث؛ ضرورة تباين العضوان الماديان، و على كلّ لا يستفاد منها المراد من القلب على فرض كون العطف لغير البيان.

و الثالثة كالأولى ظاهرة في إرادة العضو المشهور.

و أمّا الرابعة فتحمل على المعنى الكنائي كشدّة حال الصحابة الحاضرين في غزوة


[1] . و هل هو في المعنيين الأخيرين حقيقة لغوية أو مجاز أخذوه من الاستعمالات الخاصة فيه وجهان.

[2] . و من عجيب التأويل فيه حمل الصدر على الجمجمة و حمل القلب على المخّ! الحج آية 46.

[3] . آل عمران آية 154.

[4] . الأحزاب آية 4.

[5] . الأحزاب آية 10.

اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست