اسم الکتاب : الفقه و مسائل طبية - ط بوستان کتاب المؤلف : المحسني، الشيخ محمد آصف الجزء : 1 صفحة : 105
المسألة الحادية عشرة معرفة
جنس الجنين
لم
يثبت في القرآن و السنة المعتبرة أنّ الإنسان لا يمكن معرفته بجنس الجنين و أنّ
غير اللّه سبحانه لا يعلم ما في الأرحام.
نعم،
تخيّل جماعة من أهل العلم أنّ قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ
عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما
تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[1]،
يدلّ على نفي علم غيره تعالى بهذه الأمور الخمسة، و لكنّه تخيّل واه؛ إذ لا يستفاد
الحصر منه، و إثبات شيء لشيء لا يوجب نفيه عمّا عداه كما اشتهر. نعم، ثبت أنّ علم
الساعة خاصّ به تعالى. و أمّا أنّه لا يعلم ما في الأرحام غيره تعالى فهو دعوى
جزافية.
و
كذا لا يدلّ على حصره به تعالى قوله تعالى: اللَّهُ يَعْلَمُ ما
تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَ ما تَغِيضُ الْأَرْحامُ وَ ما تَزْدادُ وَ كُلُّ
شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ[2].
و
أمّا الروايات الواردة حول الآية الأولى النافية لعلم غيره تعالى بما ذكر فيها من
الأمور الخمسة[3] فلم تصحّ
سندا.
فمن
أخبر اليوم بأنّ الجنين ذكر أو أنثى لم يخالف الدين و لا داعي لتكذيبه، بل الطبّ
اليوم قادر على معرفة ذلك في الجملة، و اللّه تعالى هو الذي علّم الإنسان ذلك.