اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 222
أبي وقّاص و غيرهم. أمّا عثمان فقد استمرّ في هزيمته ثلاثة أيّام.
و حين انهزم النّاس غضب (ص) و نظر إلى جنبه، فإذاً علي (ع)؛ فقال: مالك لم تلحق ببني أبيك؟! فقال (ع): يا رسول الله، أكفرٌ بعد إيمانٍ؟! إنّ لي بك أُسوة.[1] فقال جبرئيل (ع): يا محمّد، إنّ هذه المواساة لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى! فقال (ص) و ما يمنعه، و هو منّي و أنا منه؟! فقال جبرئيل: و أنا منكما. ثمّ سمع منادٍ من السّماء:
لا سيف إلّا ذوالفقار و لا فتى إلّا علي
فسُئل (ص) عنه؛ فقال: هذا جبريل.[2] و أصيب أميرالمؤمنين (ع) بجراح كثيرة. قال أنس بن مالك: أُتى رسول الله (ص) بعلي (ع) يومئذٍ و فيه نيّف و ستّون جراحة، من طعنةٍ، و ضربةٍ، و رميةٍ. فجعل رسول الله (ص) يمسحها و هي تلتئم بإذن الله تعالى كأن لم تكن.[3]
لماذا كانت الهزيمة؟!
1. إنّ من الواضح: أنّ السّبب الأوّل لما لحق بالنّبي (ص) و للهزيمة الّتي لحقت بالمسلمين، و ما جرى عليهم من النّكبات و القتل الذّريع، حتّى لقد قتل منهم سبعون، و جرحت أعدادٌ هائلة أيضاً هو: أنّهم عصوا و تنازعوا، ففشلوا. قال تعالى: