responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 183

السّامي أيضا.

د. دور الموأخاة في بناء المجتمع الجديد

لقد كان الرّسول الأعظم (ص) بصدد بناء مجتمع جديد يكون المثل الأعلى للصّلاح و الفلاح، قادراً على القيام بأعباء الدّعوة إلى الله و نصرة دينه، في أي من الظّروف و الأحوال. و قد تقدّمت عند البحث عن عمليّة بناء المسجد الإشارة إلى واقع وجود الفوارق الكبيرة بين المهاجرين و الأنصار أنفسهما و معاً، الاجتماعيّة، و القِبليّة، و الثّقافيّة، و غير ذلك.

فكان لابدّ من إيجاد روابط وثيقة تشدّ هذا المجتمع بعضه إلى بعض.

و كانت تلك الرّابطة الوثيقة هي: «المؤاخاة» الّتي روعيت فيها الرّقة، إلى الحدّ الّذي يضمن معه أن يحفظ في هذا المجتمع الجديد معها التّماسك و التّعاضد إلى أبعد مدى ممكن، و أقصى غاية تستطاع؛ لا سيّما و أنّه كان يؤاخي بين الرّجل و نظيره، كما أشرنا إليه. و قد كانت لهذه المؤاخاة نتائج هامّة في تاريخ النّضال و الجهاد.[1]

3. أسس العلاقات في المجتمع الجديد

و يذكر المؤرّخون: أنّه بعد مدّة و جيزة من قدومه (ص) المدينة، و على رأى البعض: بعد خمسة أشهر،[2] كتب (ص) كتاباً أو وثيقة بينه و بين اليهود، أقرّهم فيها على دينهم و أموالهم، و اشترط عليهم: أن لا يعينوا عليه أحداً، و إن دهم أمر فعليهم النّصر، كما أنّ على المسلمين ذلك في المقابل.

إنّ هذه الوثيقة لم تقتصر على تنظيم علاقات المسلمين مع غيرهم، و إنّما


[1] 1. من هذه النتائج: ما امتحن الله على نبيّه في بدر بقوله:« وَ إِنْ يرِيدُوا أَنْ يخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِى أَيدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ أَلَّفَ بَينَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِى الأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَينَ قُلُوبِهِمْ وَ لكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَينَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»( الأنفال: 62 و 63)

[2] 2. تاريخ الخميس، ج 1، ص 353.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست