responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 182

و قد روي: أنّ النّبيّ (ص) قال لعلي (ع): إذا كان يوم القيامة نوديتُ من بطنان العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم و نعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب.[1]

ب. البديل الأنسب‌

إنّ من الواضح: أنّ هؤلاء الّذين أسلموا قد انفصلوا عن قومهم، و عن إخوانهم، و عن عشائرهم بصورة حقيقيّة و عميقة، و قد واجههم حتّى أحبّ النّاس إليهم بأنواع التّحدّي و الأذى، فأصبحوا و قد انقطعت علائقهم بذوي رحمهم و صاروا كأنّهم لا عَصَبَة[2] لهم، و قد يشعر بعضهم أنّه قد أصبح وحيداً فريداً، و بلا نصيرٍ و لا عشيرةٍ؛ فجاءت الإخوة الإسلامية لتسدّ هذا الفراغ بالنّسبة إليهم، و لتبعد عنهم الشعور بالوحدة، و تبعث في نفوسهم الأمل و الثّقة بالمستقبل، و قد بلغ عمق تأثير هذه المؤاخاة فيهم أن توهّموا عموم المنزلة حتّى في الإرث.

ج. السمّو بالعلاقات الإنسانيّة

لقد أريد للمسلمين المؤمنين أن يكونوا إخوة، و ذلك بهدف السموّ بعلاقات هذا الإنسان عن المستوى المصلحي و جعلها علاقة الهيّة خالصة تصل إلى درجة الإخوة، و ليكون أثرها في التّعامل بين المسلمين أكثر طبيعيّة، و انسجاماً، و بعيداً عن النّوازع النّفسيّة الّتي ربّما توحي للأخوين المتعاونين بأمور من شأنها أن تعقد العلاقات بينهما و لو نفسيّاً على أقلّ تقديرٍ.

و رغم أنّ الإسلام قد قرّر ذلك، و أكدّ على أنّ المؤمن أخو المؤمن، إلّا أنّه قد كان ثَمّة حاجة إلى إظهار ذلك عمليّاً بهدف توثيق عرى المحبّة و ترسيخ أواصر الصّداقة و المودّة كما هو معلوم، و ليكون الهدف السّامي قد انطلق من العمل‌


[1] 1. ربيع الأبرار، ج 1، ص 807 و 808

[2] 2. العَصَبَة( محركة واحدة العصب): قوم الرجل الّذين يتعصبون له و بنوه و قرابته لأبيه.

اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست