اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 165
أثره، حتّى وصل القائف[1] إلى نقطة لحوق أبي بكر به، فأخبرهم أنّ من يطلبوه صار معه هنا رجل آخر.
و استمرّوا يقتفون الأثر، حتّى وصلوا إلى باب الغار، الّذي كان مغطّى بأغصان الشّجرة، فصرفهم الله عنه، حيث كانت العنكبوت قد نسجت على باب الغار و باضت في مدخله حمامة و حشيّة، كما يذكرون؛ فاستدلّوا من ذلك من أنّ الغار مهجورٌ، لم يدخله أحد و إلّا لتخرّق النّسج و تكسّر البيض، و لم تستقرّ الحمامة الوحشيّة على بابه.
و أمهل أميرالمؤمنين (ع) إلى اللّيلة القادمة، فانطلق تحت جنح الظّلام، هو و هند بن أبي هالة حتّى دخلا الغار على رسول الله (ص) فأمر الرّسول هنداً أن يبتاع له و لصاحبه بعيرين. فقال أبوبكر: قد كنت أعددت لي و لك يا نبي الله راحلتين ترتحلهما إلى يثرب. فقال: إنّي لا آخذهما، و لا أحدهما إلّا بالثّمن. قال فهي لك بذلك. فأمر عليّاً (ع) فأقبضه الثّمن.[2] ثمّ أوصاه بحفظ ذمّته و أداء أماناته و كانت قريش و من يقدم مكّة من العرب في الموسم يستودعون النّبيّ (ص) و يستحفظونه أموالهم و أمتعتهم و أمره أن ينادي صارخاً بالأبطح غُدوةً و عشيّاً: «من كان له قِبَل محمدٍ أمانة فليأت، فلنؤدّ إليه أمانته». ثمّ استخلفه على ابنته فاطمة (ع) و قال: إنّي مستخلفك على فاطمة ابنتي و مستخلف ربّي عليكما و مستحفظه فيكما.
[2] 2. البحار، ج 19، ص 62، و أمالي الطوسي، ج 2، ص 83 و راجع: وفاء الوفاء، ج 1، ص 237.
إنّ ثمّة نصّاً يقول: إنّ أميرالمؤمنين( ع) قد اشترى للنّبي( ص) ثلاثاً من الإبل و استأجر الأريقط بن عبدالله، و أرسل الإبل معه إلى النّبيّ( ص) ليلة الخروج من الغار( ترجمة الإمام علي( ع) من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي، ج 1، ص 138) فلعلّه اشترى الإبل من أبي بكر و استلمها و أرسلها إلى النّبيّ( ص) مع الأريقط.
اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 165