اسم الکتاب : صفوة الصحيح من سيرة النبى الأعظم المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 164
قالوا: و جعل المشركون يرمون عليّاً (ع) بالحجارة كما كانوا يرمون رسولَ الله (ص) و هو يتضوّر[1]، و قد لفّ رأسه في الثّوب لا يخرجه حتّى أصبح، فهجموا عليه، فلمّا بصر بهم على قد انتضوا السّيوف[2] و أقبلوا عليه، يقدمهم خالد بن وليد، وثب له علي (ع) فختله،[3] و همز يده[4]، فجعل خالد يقمص قِماص البَكر[5]، و يَرغوا رغاء الجمل،[6] و أخذ من يده السّيف، و شدّ عليهم بسيف خالد، فأجفلوا أمامه إجفال النّعم[7] إلى خارج الدّار، و تبصّروه، فإذاً علي (ع).
قالوا: و إنّك لعلىّ؟
قال: أنا علي.
قالوا: فإنّا لم نردك؛ فما فعل صاحبك؟
قال: لا علم لي به.[8] فكان من الطّبيعي أن يتراجعوا عنه، و أن يسرعوا إلى قومهم لإخبارهم بما جرى ليتدبّروا الأمر قبل فوات الأوان.
قريش في طلب النّبيّ (ص)
فَأَذَكَتْ[9] قريش العيونَ و ركبوا في طلب النّبيّ (ص) الصّعب و الذّلول، و اقتفوا