و حتى لو قرأنا هذه الكلمة بالفاء؛ فان هذه الروايات، قاصرة عن الدلالة على أن هذا المصحف، قد امتدت إليه يد الخيانة، بالحذف، أو بالزيادة، أو بالتغيير و التبديل، في الفاظه و نصوصه ..
إذ أن المقصود هو: تحريف معانيه، و تحويلها عن مقاصدها الاصلية، بضروب من التأويلات الباطلة، و الوجوه الفاسدة .. و هذا هو ما صرح به أبو جعفر، فيما كتبه لسعد الخير، حيث يقول:
«.. أقاموا حروفه، و حرفوا حدوده، فهم يروونه، و لا يرعونه، و الجهال يعجبهم حفظهم للرواية، و العلماء يحزنهم بتركهم للرعاية»[2].
و عن الصادق عليه الصلاة و السلام: «ان رواة الكتاب كثير، و ان رعاته قليل؛ فكم مستنصح للحديث، مستغش للكتاب؛ فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية، و الجهال يحزنهم حفظ الرواية»[3].
و مما يلمح بصورة ظاهرة، إلى أن المراد بنقص القرآن، نقصه من حيث عدم المعرفة بتأويله، و عدم الاطلاع على باطنه، لا نقص آياته، و كلماته، و سوره ..
ما روي عن الامام الباقر عليه الصلاة و السلام، من أنه قال:
«ما يستطيع أحد أن يدعي: أن عنده جميع القرآن: ظاهره و باطنه، غير
[1] الخصال ج 1 ص 175 و آراء حول القرآن ص 97، عن مستدرك الحاكم، عن كتاب:
الفردوس.
[2] راجع: الكافي ج 8 ص 53 و البحار ج 75 ص 359 و الوافي ج 5 ص 274 و المحجة البيضاء ج 2 ص 264 و البيان للخوئي ص 249.