«لو لا أنه زيد في كتاب اللّه، و نقص، ما خفي حقنا على ذي حجى. و لو قد قام قائمنا صدقه القرآن»[2].
فان الذي يصدّق القائم عليه الصلاة و السلام، هو هذا القرآن الفعلي، الموجود بين أيدى الناس؛ حيث إنه في مقام التدليل على ما اضيع لهم من حق، و لوم من لا يقبل الاعتراف بذلك لهم ..
و معنى ذلك، هو: أن الامام الحجة صلوات اللّه و سلامه عليه، لسوف يظهر معاني القرآن على حقيقتها، بحيث لا يبقى فيها أي ليس، أو غموض، بحيث يدرك كل من له حجى و عقل: أن القرآن يصدقه، و لو كان محرفا حقا، لم يصدقه القرآن ..
فالمراد: أنهم قد حرفوا معانيه، و نقصوها، و ادخلوا فيها ما ليس منها، حتى ضاع الأمر على ذي الحجى ..
و شاهد تعرض القرآن للتحريف في معانيه: حذف بعض ما جاء من التاويل لآياته .. و حذف ما أنزله اللّه تعالى تفسيرا له. و حذف موارد النزول ..
و اشتباه الأمر، فيما يرتبط بناسخه، و منسوخه، و غير ذلك ..
ثم استبدل ذلك بتأويلات، و تفسيرات أخرى، غير واقعية، و اجتهادات خاطئة في بيان ناسخه، و منسوخه، و ما إلى ذلك ..
و من أراد الوقوف على جانب، مما يدلّل على صحة ما قلناه، من الابتعاد
[1] الكافي ج 1 ص 178 و بصائر الدرجات ص 193 و الوافي ج 2 ص 130 و تفسير البرهان ج 1 ص 2 و 15.
[2] تفسير البرهان ج 1 ص 22 و تفسير العياشي ج 1. ص 13 و في هامشه عنه، و عن البحار ج 19 ص 30. و عن إثبات الهداة ج 3 ص 43/ 44، و تفسير الصافي (المقدمة) ص 41.