الذريع، و الخيبة القاتلة لمثيريها، و صانعيها ..، حيث لم تلق آذانا صاغية، و لم يلق إليها أحد من المسلمين بالا .. و هذا هو تصديق قوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ، وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ..
التحريف الواقع في القرآن:
و بعد .. فان كل ما تقدم، لا يعني: أنه لا يوجد نصوص، تصرح بأن القرآن قد تعرض للتحريف، و التصرف فيه ..
فقد روي عن أبي جعفر عليه السلام قوله: أما كتاب اللّه؛ فحرفوا[1].
و عن أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام، قوله في يوم عاشوراء؛ لجيش يزيد لعنه اللّه تعالى:
«.. فانما أنتم من طواغيت الامة، و شذاذ الاحزاب، و نبذة الكتاب، و نفثة الشيطان، و عصبة الآثام، و محر في الكتاب، و مطفئي السنن إلخ ..[2]».
و ثمة روايات أخرى، استعملت كلمة: «التحريف». فمن أرادها فليراجعها[3].
و نحتمل قويا: أن تقرأ الكلمة بالقاف، إشارة إلى ما فعله الخليفة الثالث عثمان بن عفان في المصاحف، حيث حرقها بالنار ...
و قد انتقده المسلمون على ذلك، حتى سموه ب «حراق المصاحف»[4].
[1] بصائر الدرجات ج 413/ 414 و الكافي ج 8 ص 125 و البيان ص 247.
[2] مقتل الحسين، للخوارزمي ص. 7 و الخطبة في اللهوف ص 41، لكن فيه: محرفي الكلم، و تهذيب تاريخ دمشق ج 4 ص 337 و فيه: محرفي الكلام. و راجع: البيان للخوئي ص 247.