responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 181

فإن هذا أيضا من السنن الإلهية- فيستجيب اللّه له. و يغيّر في السنن الطبيعية لصالحه، فيشفي المريض، أو يجعل المرأة العاقر تحمل ..

و هذا التدخل و التغيير في السنن الطبيعية، لا بد أن يحدث ما يحتاج إلى ترميم و جبر، و تلاف و تعويض .. لكي لا يترك أثرا سلبيا على الواقع العام، أو على من تسبب به، و لم يف بتعهداته ..

و لا بد أن يأتي هذا العوض وافيا، و كافيا ..

و قد اتضح بذلك: أن قوله [عليه السّلام‌]: الصدقة تدفع القضاء و قد أبرم إبراما .. قد جاء منسجما مع الناحية الواقعية في تسبيب الأسباب، و التصرف في السنن ..

الوفاء بالنذر .. و الوفاء بالوعد:

و لم يعد خافيا بعد هذا، الفرق بين الوفاء بالنذر، و الوفاء بالوعد. فإن الوفاء بالوعد يأتي منسجما مع مقتضيات السنن الحاكمة .. أما النذر فيراد منه الدعوة للتصرف في تلك السنن بسنن أقوى منها، أو بدونها، حيث يكون نفس التصرف الإلهي استجابة للنذر أو الدعاء، سنة أيضا .. ثم يأتي الوفاء به من قبل الناذر ليرمم و يعالج آثار ذلك التصرف، فيما يشبه التقايض و التبادل حسبما أشرنا إليه ..

أما العهد و اليمين، فهما ينسجمان مع تلك السنن، و لا يعارضانها، بل يستجيبان لها، لأنهما عبارة عن إلزام للنفس بشي‌ء، بحيث يجعل ضامنه و كافله، و السائل عنه، و المطالب به، هو اللّه سبحانه .. و ليس فيه أي تعرض للسنن، أو تصرف فيها.

لما ذا جاء بالباء «بالنذر»؟!:

و قد يسأل هنا: لماذا قال تعالى: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ، و لم يقل: «يوفون‌

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست