responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 180

و هذا لا يتأتى إلا من أبرار قد بلغوا أعلى الدرجات، في الارتباط باللّه، و المعرفة به سبحانه ..

فقوله تعالى عنهم: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ أي يأتون به وافيا، وفق المطلوب، يعتبر غاية في مدح هؤلاء الصفوة، و الثناء عليهم. و بدون هذا الوفاء التام .. فإن ثمة خللا سيحدث في المعادلة .. و لا يعرف كيفيات و حجم هذا الخلل، إلا اللّه .. فلعله خلل و نقص في البركات، أو في الألطاف، أو في التوفيقات للتقوى، أو في المشاعر، أو في الإيمان، أو في العلاقات الاجتماعية، أو في الحالة الاقتصادية، أو في الزرع، أو في الماشية، أو غير ذلك. إن ذلك كله لا نعرفه نحن، و لا يمكن تحديده، و لا التكهن به.

النذر أيضا سنة إلهية:

و لا بد لنا هنا من تسجيل حقيقة هي: أن الدعاء، و العهد، و النذر، و التوسل بالأنبياء و الأولياء، و غير ذلك ..- إن كل ذلك- هو من السنن الإلهية التي تؤثر حتى في النواميس الطبيعية، و في الماديات .. فمثلا قد تقتضي السنن الطبيعية أن لا يولد للشخص الفلاني ولد، أو أن لا يكون له مال .. أو أن يمرض، أو يموت، و لعل ذلك كان هو الأصلح له، و لمن يحيط به. و الأصلح لنسله ..

و لكنه إذا سعى، و بذل جهده، و طلب من اللّه سبحانه، أن يتدخل و يبطل تأثير ذلك القانون الطبيعي، فإن اللّه يغير في الأمور بحيث يصير الأصلح هو عكس هذا الواقع القائم بالفعل ..

و قد تكون وسيلته التي يقدمها هي نذر بديل أو عديل، أو توسل بنبي أو وصي .. أو التجاء إلى الانقطاع إلى اللّه بالدعاء، أو نحو ذلك-

اسم الکتاب : تفسير سورة هل أتى المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست