إن الإيمان هو: أن يشعر الإنسان بالأمن، و بالطمأنينة، و السكينة إلى جانب ما يؤمن به، ثم أن يحتضن هذا الأمر في قلبه، و يحس بالحنان و بالعطف على ما يحتضن فيحدب عليه و ينجذب إليه، و يحنو عليه بمشاعره. و إلا فإن مجرد القهر العقلي من خلال عجز العقل عن مواجهة الأدلة و المعادلات ليس هو الإيمان الذي نتحدث عنه. إن الإيمان فوق العقل، و العقل من خدامه، يعمل على تسهيل الطريق له، و تيسير الوصول إليه، و الحصول عليه.
و يمنعون الماعون:
و يقولون: إن الماعون مأخوذ من المعنى، الذي هو الشيء القليل الذي لا قيمة له، و الذي لا يمنع في العادة عن الآخرين. فكأن الناس يرون أن هذا الشيء مطلق بالنسبة إليهم، لا شيء يمنع من الوصول إليه، لأن الناس لا يمنعونه عن أحد بسبب قلته. و ربما سمي الماعون ماعونا لأنه يوضع فيه ذلك المعن القليل.