اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 76
و كذا الحال في الهيئات الدالّة على النسب الناقصة، كهيئة
المشتقات و الهيئات الاضافية و التوصيفية، فانّها ايضا تدلّ على تضييق المفهوم
الوسيع، كما اذا قيل: دار زيد كذا، فانّ مفهوم الدار مطلق، و الاضافة موجبة
لتضييقه في عالم المفهومية، بلا نظر الى النسبة الخارجية، اذ الاضافة ربّما تكون
في شيء لا خارج له، كما في قولنا: اجتماع النقيضين محال.
هذا في أغلب الحروف، و
قليل منها يكون شأنه شأن بعض الهيئات الدالة على النسب التامّة، و هي الهيئة
الانشائية، فانّ الانشاء موضوع لابراز أمر نفساني، على ما سنتكلّم فيه قريبا ان
شاء اللّه تعالى في مقام الفرق بين الخبر و الانشاء، و بعض الحروف كذلك، أي موضوع
لابراز شيء نفساني، سواء كان مدخوله الجملة، كما في لفظ: ليت و لعلّ و كأنّ، أو
المفرد بمنزلة الجملة في الدلالة على النسبة التامة، كقولنا: يا زيد، فلفظ «ليت»
موضوع لابراز التمنّي النفساني، و «لعلّ» لابراز الترجّي النفساني، و «يا» موضوع
لابراز النّداء النفساني، و «هل» موضوع لابراز الاستفهام النفساني، و هكذا.
فمفاد هذا النوع من
الحروف هو مفاد الجمل الانشائية، كما أنّ مفاد النوع الاوّل، و هو الاكثر، هو مفاد
الهيئة الدالّة على النسبة الناقصة، فمدلول كلّ نوع من الحروف هو مدلول نوع من
الهيئة، و النوعان مشتركان في عدم الاستقلال بالمفهومية، فكما أنّ النّوع الاوّل
موضوع لمفهوم غير مستقلّ، و هو التقيّد، كذلك النوع الثاني موضوع لمفهوم غير
مستقلّ، فان التمنّي و الترجّي و أمثالهما غير مستقلّين بالمفهوميّة، بل يحتاج الى
المتمنّي و المترجّى، و المراد واقع التمنّي و الترجّي، لا المفهوم، لانّ مفهوم
التمنّي و الترجّي مفهوم اسمي مستقلّ بالمفهوميّة لا ربط له بلفظ «ليت» و «لعلّ».
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 76