responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 77

لا ربط له بلفظ «ليت» و «لعلّ».

انتهى كلامنا في بيان المعنى الحرفي و امتيازه عن المعنى الاسمي، و هو البحث في المقام الاول‌[1].


[1]- هكذا ذكر سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظله. أقول: أمّا ما ذكره دام ظله من أنّ المعنى الحرفي معلوم لنا بالارتكاز، و الغرض من البحث تحصيل الالتفات التفصيلي الى هذا المعنى الارتكازي، فمتين جدّا، فانّ الحروف تستعمل في معانيها في الليل و النهار مرّات عديدة من المتكلّمين الّذين لا يلتفتون الى هذه التدقيقات و التحقيقات.

و أمّا ما ذكره من أنّ الحروف موضوعة لتقييد المفاهيم الاسمية و تضييقها، فلا يمكننا الالتزام به، اذ تقييد المفاهيم الوسيعة الاسمية بالحروف و ان كان صحيحا، الّا أنّ الحرف بما له من المعنى يقيّد المفهوم الاسمي و يضيّقه، لا أنّ الحرف موضوع للتقييد بمفهومه أو بمصداقه، فالقول بأنّ الحرف يقيّد المفهوم الاسمي لا يكفي في تعيين المعنى الحرفي، و لا يغني عن ذكر معناه، اذ الحروف بما لها من المعاني تقيّد المفاهيم الاسمية، فلا مناص من تعيينها.

فنقول: كما أنّ للاسم معنى مستقلا و له أنواع كثيرة، و لكلّ نوع خصوصيّات لا بد من مراعاة تلك الخصوصيات حين الاستعمال، و ايراد كلّ في محلّه المناسب، كذلك للحرف معنى غير مستقل و له أنواع، و لكلّ نوع خصوصية لا بد من مراعاة تلك الخصوصية حين الاستعمال، و ايراد كلّ حرف في موضعه المناسب.

فكلمة« من» مثلا ليست موضوعة للتقييد مفهوما و لا مصداقا، بل هي موضوعا لمفهوم مرتكز في أذهان من يعلم اللغة العربية، و يعبّر عنه بالفارسية« از»، و المناسب بهذا المفهوم هو الوقوع بين المبتدأ به و المبتدأ منه، كما في قولنا: سرت من البصرة، و لذا ذكروا أنّ« من» للابتداء، و لا يصحّ أن نقول: انّه موضوع لمفهوم الابتداء، كما قال به صاحب الكفاية، فانّه مفهوم اسمي مستقلّ، و لا لمصداقه كما قال به سيّدنا الاستاذ العلامة دام ظلّه، بل هو موضوع للمفهوم المرتكز المعلوم، و مناسبة الوقوع بين المبتدأ به و المبتدأ منه.

و كذا الحال في سائر الحروف الداخلة على المفردات، كلفظ« في» و« على» و أمثالهما، بل و كذا الحال في الحروف الداخلة على الجمل، كلفظ« ليت» و« لعلّ» و« كأنّ» و أمثالها، فانها و ان كانت للانشاء الّا أنّ لها مفاهيم معيّنة مرتكزة، و لها خصوصيّات لا مناص من مراعاتها-- فلفظ« ليت» مثلا موضوع لمفهومه الارتكازي المعلوم المعبّر عنه بالفارسي:« أي كاش»، أو« كاشكى»، و حيث انّ هذا اللفظ بمفهومه لا يكون اخبارا عن شي‌ء فلا محالة كان انشاء لمفهومه الّذي يصدق عليه التمنّي، و ان شئت قلت: انّه موضوع للتمنّي الانشائي أو موضوع لانشاء التمنّي.

فتحصّل أنّ الالتزام بأنّ لفظ« ليت» موضوعة للانشاء لا يغني عن ذكر معناه، فانّه انشاء بما له من المعنى الخاص المرتكز، من غير فرق في ذلك بين أن يكون الانشاء بمعنى الايجاد، على ما هو المشهور، أو بمعنى ابراز أمر نفساني، كما التزم به سيدنا الاستاذ العلامة دام ظله، و كذا الحال في نظائره من كلمة« لعلّ» و« كأنّ» و نحوهما.

و ظهر بما ذكرناه أنّ الموضوع له في الحروف عام كالوضع، كما هو الحال في الاسماء، فلاحظ.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست