responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 63

اللحاظ و الاعتبار كما في القول الاوّل، و وجه الامتياز بينهما أنّ معنى الاسم اخطاريّ و معنى الحرف ايجادي، و هذا وسط بين القولين.

و توضيحه: انّ المعنى الاسمي مستقلّ في عالم المفهومية، بمعنى أنّه يمكن تعقّله في حدّ ذاته و ان لم يكن في العالم مفهوم آخر، اذ الاسماء بجواهرها و أعراضها توجب خطور معانيها في ذهن السامع، و ان لم يكن هناك مفهوم آخر حتّى المفاهيم الّتي استحال تحقّقها في الخارج، كمفهوم العدم و شريك الباري و اجتماع النقيضين و أمثالها، فانّ الجميع يوجب خطور المعنى في ذهن السامع بلا حاجة الى شي‌ء آخر.

بخلاف المعنى الحرفي، فانّه غير مستقلّ في عالم المفهومية، اذ الحروف بنفسها لا توجب خطور معانيها في ذهن السامع ما لم تكن في ضمن كلام، فانّها موضوعة لايجاد الربط بين المفاهيم المستقلة الّتي لا ربط لبعضها مع بعض، فانّ كلمة «في» هي الموجدة للربط في الكلام بين لفظ زيد و الدار في قولنا: زيد في الدار.

و الى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين عليه السّلام: «انّ الحرف ما اوجد معنى في غيره»[1]، على ما في الرواية، و التفت أهل العربية الى هذا المعنى، حيث عبّروا في مقام تفسير المفاهيم الحرفية بأنّ «في» للظرفية، و «على» للاستعلاء، أي لايجاد ربط بين الظرف و المظروف، أو بين المستعلى و المستعلى عليه، و كان هذا الربط هو الظرفية أو الاستعلاء، و لم يعبّروا بأن «في» هو الظرفية، و «على» هو الاستعلاء، على ما هو ديدنهم في مقام التعبير عن المعاني الاسميّة.


[1] راجع تأسيس الشيعة: 60.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست