responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 567

مع أنّه يمكن أن يقال: انّ البقاء هو الحدوث، غاية الامر أنّه حدوث ثان و وجود آخر، قبالا للوجود الاوّل المسمّى بالحدوث.

و بعبارة اخرى: كلّ فعل اختياري مستمرّ ينحلّ الى أفعال متعدّدة بتعدّد الآنات، فيصدر في كلّ آن فعل بالارادة و الاختيار، فلو انتفى اعمال القدرة في زمان يستحيل بقاء الفعل فيه، و لذا لا فرق بين الدفع و الرفع الّا بالاعتبار، من حيث انّ الدفع هو المنع عن الوجود الاوّل، و الرفع هو المنع عن الوجود الثاني، و كلاهما في الحقيقة دفع لا رفع.

فتحصّل من جميع ما ذكرناه في المقام أنّه لا فرق بين الضد الموجود و الضد المعدوم.

التفصيل بين الضد الموجود و الضد المعدوم في الموجودات الخارجية:

هذا كلّه في الافعال الاختيارية الّتي هي محلّ الكلام، و أمّا الموجودات الخارجية، فالامر فيها كذلك، فانّه لا ينبغي الشك في أنّ الحادث محتاج في بقائه الى المؤثّر كحدوثه، لانّ ملاك الاحتياج الى المؤثّر هو الامكان الّذي يشترك فيه الحدوث و البقاء، فانّ الممكن لا ينقلب من امكانه الى الوجوب أو الامتناع بعد حدوثه، ضرورة استحالة الانقلاب، فهو باق على امكانه في بقائه كما في حدوثه، فيكون في بقائه محتاجا الى المؤثّر لا محالة، فاذا لا يبقى فرق بين الضد الموجود و الضد المعدوم.

و قد يتوهّم بأنّ ذلك مخالف لما هو المشاهد في عدّة من الموجودات الخارجية الصناعية، كالعمارات و المكائن و المصانع، فانّها باقية بعد انتفاء عللها، فهي و ان كانت محتاجة في حدوثها الى المؤثّر الّا أنّها مستغنية عنه في بقائها، بل الامر كذلك في الموجودات الطبيعية

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست