responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 51

وجدانه يجد أنّه اذا أراد أن يضع اسما لولده يتصوّر أوّلا ولده و اسما يراه مناسبا له، ثمّ يتعهّد في نفسه بأنّه متى قصد تفهيمه يناديه بذلك الاسم و ليس هنا شي‌ء آخر سوى ذلك التعهّد[1].

و يترتّب على ما ذكرناه، من أنّ الوضع عبارة عن التعهّد النفساني أمران:

1- انّ العلقة الوضعية مختصّة بما اذا قصد المتكلم تفهيم المعنى، فتكون الدلالة الوضعية هي الدلالة التصديقيّة دون التصوريّة، فانّ انتقال الذهن الى المعنى، و لو بصدور اللفظ من لافظ بلا ارادة و شعور كالنائم مثلا، انّما هو من جهة الانس الحاصل من كثرة الاستعمال لا من جهة الوضع.

2- انّ الواضع هو جميع المستعملين، فانّ الواضع هو الّذي تعهّد ثمّ استعمل اللفظ في المعنى مطابقا لما تعهّد، فالمستعمل هو الواضع المتعهّد، اذ لا معنى لتعهّد شخص على تكلّم شخص آخر بلفظ خاص عند ارادة معنى مخصوص، فلا محالة كان للمستعمل هو المتعهّد، و اطلاق الواضع على الجاعل الاوّل انّما هو لاسبقيّته، و الّا فكلّ فرد من أفراد أهل لغة واضع في الحقيقة، غاية الامر أنّ الطبقة اللاحقة تابعة للطبقة السابقة في هذا التعهّد و الاستعمال مطابقا له.


[1]- الانصاف أنّ كون الوضع بمعنى التعهّد ممّا لا تساعده اطلاقات لفظ الوضع، فانّ الوضع يستدعي الموضوع و الموضوع له، و التعهّد يقتضي المتعهّد و المتعهّد عليه، و لا يساعده الواقع في الاعلام الشخصية، فاختبر نفسك هل تضع محمّدا مثلا اسما لابنك في اليوم السابع من ولادته، أو تتعهّد على التكلّم بلفظ محمّد عند ارادته، و تعلن لاهل بيتك بهذا التعهّد.

و التحقيق ما ذكره في الكفاية، من كون الوضع عبارة عن اختصاص اللفظ بالمعنى و الارتباط بينهما حاصل من التخصيص مرّة و من كثرة الاستعمال اخرى.

اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست