المقام الاول:

هو التمايز في مقام التعليم، كي لا يكون الطالب طالبا للمجهول، كما صرّح به بعضهم، و التمايز في هذا المقام يحصل ببيان كلّ واحد من الغرض و الموضوع و المحمول، و فهرس المسائل اجمالا.

أمّا التمايز بالغرض، فكما يقال: انّ علم النحو علم يترتّب عليه حفظ اللسان عن الخطأ في المقال، و علم الاصول علم يترتّب عليه الاقتدار على استنباط الاحكام الشرعية، و هكذا في سائر العلوم.

و أمّا التمايز بالموضوع، فكما يقال: النحو علم موضوعه الكلمة و الكلام، و الاصول علم موضوعه الادلّة الاربعة مثلا، و هكذا.

و أمّا التمايز بالمحمول، فبأن يقال: النحو علم يبحث فيه عن أحوال أواخر الكلمة، أي الرفع و النصب و الجر، و الاصول علم يبحث فيه عن الظهورات و الحجج و الوظيفة العمليّة عند تعذّر الوصول الى الحكم الشرعي، و هكذا.

و أمّا التمايز بفهرس المسائل، فبأن يقال: النحو علم يبحث فيه عن كون المبتدأ مرفوعا و المفعول منصوبا، و الاصول علم يبحث فيه عن كون الامر ظاهرا في الوجوب، و النهي ظاهرا في التحريم، و هكذا الى آخر المسائل.

و هذا تمايز تفصيلي، كما أنّ التمايز بالغرض و الموضوع و المحمول تمايز اجمالي، و لعل اقتصار المشهور على الموضوع انّما هو لتقدّم الموضوع من حيث الرتبة على المحمول و المسائل و الغرض، فانّ الموضوع متقدّم على المحمول تقدّم المعروض على عارضه، و متقدّم على المسائل تقدّم الجزء على الكلّ، و متقدّم على الغرض تقدّم المؤثّر