اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 294
و هكذا، فهكذا الجمل الخبرية، فانّها مستعملة في معناها
الحقيقي، و هو الاخبار عن ثبوت النسبة، الّا أنّ الداعي الى هذا الاستعمال هو
البعث و التحريك، لا الاخبار و الاعلام، و حيث انّ الداعي و المقصود هو البعث و
التحريك لا الاخبار و الاعلام، فلا يلزم الكذب مع عدم وقوع المطلوب في الخارج
كثيرا كما في الكنايات.
فانّ قولنا: زيد كثير
الرماد، في مقام الكناية مستعمل في معناه الحقيقي، لكن لا بداعي الاعلام بكثرة
رماده، بل بداعي الاعلام بلازمه و هو الجود، و حيث انّ الداعي هو الاخبار عن الجود
لا يلزم الكذب لو كان لزيد جود و لو لم يكن له رماد أصلا.
ثمّ تنزّل عن ذلك و قال:
انّه اذا اتى بها في مقام البيان فمقدّمات الحكمة مقتضية لحملها على الوجوب، فانّ
هذه النكتة و هي شدّة مناسبة الاخبار بالوقوع مع الوجوب لو لم تكن موجبة لظهورها
فيه بنفسها، فلا أقلّ من كونها موجبة لتعيّنه من بين المحتملات بضميمة مقدّمات
الحكمة. هذا ملخص كلامه قدّس سرّه[1].
أقول: أمّا ما ذكره من
أنّ الجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب مستعملة في معناها الحقيقي، فلا
يمكننا المساعدة عليه، لما ذكرناه في مقام الفرق بين الخبر و الانشاء، من أنّ
الجملة الخبرية موضوعة لقصد الحكاية عن الواقع، و الجملة الانشائية الطلبيّة
موضوعة لابراز اعتبار شيء في ذمّة المخاطب، فالجملة الخبرية المستعملة لقصد البعث
و التحريك لا تكون مستعملة في معناها الحقيقي، و هو قصد الحكاية عن النسبة
الواقعية، بل هي مستعملة في اعتبار شيء في ذمّة المخاطب