اسم الکتاب : مصباح الأصول( مباحث الفاظ- مكتبة الداوري) المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم الجزء : 1 صفحة : 222
و للمحقق النائيني رحمه اللّه في المقام كلام غريب، و هو أنّ
الناطق بمعنى التكلّم أو ادراك الكليّات، و ان كان من عوارض الانسان، الّا أنّه
بمعنى صاحب النفس الناطقة فصل حقيقي، فيلزم من أخذ مفهوم الشيء في مفهوم المشتق
دخول العرض العام في الفصل[1].
و فيه ما لا يخفي، فانّ
صاحب النفس الناطقة هو الانسان، و هو نوع لا فصل، فلا يعقل أن يكون الناطق بمعنى
صاحب النفس الناطقة فصلا حقيقيّا للانسان، فلا مناص من الالتزام بأنّ المراد من
الناطق هو التكلّم أو ادراك الكليات، و على كلا التقديرين يكون الناطق من الاعراض،
و ان شئت قلت: انّه فصل مشهوري منطقي وضع مكان الفصل الحقيقي، لتعذّر معرفته كما
تقدم.
و له قدّس سرّه كلام آخر
في المقام مثل كلامه الاوّل في الغرابة، أو أغرب منه، و هو: انّ مفهوم الشيء ليس
من العرض العام في شيء، بل هو جنس الاجناس، فيلزم من أخذه في مفهوم المشتقّ دخول
الجنس في الفصل لا دخول العرض العام في الفصل، فينقلب الفصل نوعا، و هو خلف[2].
و فيه: انّ مفهوم الشيء
من المفاهيم المبهمة العامّة الصادقة على الواجب تعالى الّذي لا يكون داخلا تحت
جنس من الاجناس أصلا، و على الامور الاعتبارية الّتي ليس لها جنس و لا فصل، بل على
الممتنع، كما يقال: هذا شيء مستحيل، فكيف يمكن التفوّه بأنّه جنس عال لجميع تلك
الامور، و هل يمكن فرض جامع ماهوي بين الواجب و الممكن و الممتنع.